البلد
: مصرالقصة
كتبت: بارلا علي
حالة من الجدل رافقت إعلان وزارة السياحة والآثار المصرية، عن مشروع دراسة وتوثيق البلوكات الجرانيتية التي تمثل الكساء الخارجي لهرم الملك منكاورع، الموجودة بمنطقة أهرام الجيزة، تمهيدًا لإعادة تركيبها بإشراف بعثة أثرية مصرية – يابانية مشتركة.
ومن أمام هرم منكاورع، أعرب مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار ورئيس البعثة الأثرية، عن سعادته بانطلاق هذا المشروع، واصفًا إياه بأنه مشروع القرن وهدية مصر للعالم.
وفي بيان رسمي كشفت وزارة السياحة والآثار، عن خطوات عمل المشروع الذي سيتم على عدة مراحل لمدة 3 سنوات بالتعاون مع بعثة يابانية، ويشمل أعمال رسم وتصوير فوتوجراميتري، وتوثيق، ومسح بالليزر، ثم البدء الفعلي في أعمال إعادة تركيب البلوكات الجرانيتية.
طبيعة المشروع:
وأوضح مصطفى وزيري، أن المشروع هو عبارة عن إعادة تركيب الكتل الغرانيتية التي كانت تمثل الكساء الخارجي لهـرم منكاروع، وأن المشروع سيبدأ بدراسة للكتل الحجرية ثم مسح للمساحة ومسح بأشعة الليزر ثم إعادة تركيب الكتل.
أبعاد هرم منكاورع:
وكشف أحمد عامر، الخبير الأثري، تفاصيل مشروع إعادة تركيب الكساء الخارجي لهرم “منكاورع”، وقال في مداخلة هاتفية مع قناة “اكسترا نيوز” إن ارتفاع الهرم 61 مترًا، وقاعدته تبلغ 108 أمتار، وينحدر بنسبة 45 درجة، مضيفًا أن الهرم يتكون من الحجر الجيري والجرانيت الأسواني وهي مواد قادمة من أسوان.
وأوضح الخبير الأثري، أن الهدف من مشروع إعادة تركيب كساء خارجي هو إظهاره كاملاً بالشكل الذي بناه به المصريون القدماء، موضحًا أنه كان يتكون من 16 حجر جرانيت لم يبقى منه إلا 7 قطع فقط، ويستمر المشروع 3 سنوات.
وأضاف “عامر” أن المشروع يشمل الرسم والتصوير والمسح المساحي وجمع أحجار الجرانيت مرة أخرى، ومعرفة كيف تم بناء تلك الأهرامات قديمًا ومراحل تكوينها.
من يُنفذ المشروع؟
يتم المشروع بين المجلس الأعلى للآثار وبعثة يابانية يرأسها الدكتور يوشيمورا ساكوجي الأستاذ الفخري بجامعة واسيدا والرئيس السابق لجامعة هيجاشي نيبون الدولية.
وكانت الحكومة اليابانية أعلنت من قبل عن حصول دكتور يوشيمورا، على وسام إمبراطور اليابان، تقديرًا لمساهماته الكبيرة في تعزيز التبادلات الأكاديمية بين اليابان ومصر.
وكوّن “يوشيمورا” أول فريق للبحث والتنقيب عن الآثار المصرية في عام 1966، ومن خلال عمليات البحث والتنقيب عن الآثار على مدى أكثر من نصف قرن، أجرى العديد من المشاريع البحثية المشتركة مع أكاديميين من اليابان ومصر، حيث ساهم في تطوير التبادلات الأكاديمية والتفاهم المتبادل بين البلدين.
كما حصل على شهادة تقدير وزير الخارجية الياباني لعام 2023، ويقود “يوشيمورا” في الوقت الحالي من خلال التعاون بين البلدين وبدعم من هيئة التعاون الدولي اليابانية (JICA)، أعمال التنقيب وترميم “مركب الشمس الثانية” الخاصة بالملك خوفو، والتي من المقرر أن تصبح إحدى المعروضات التي تجذب الأنظار بالمتحف المصري الكبير الذي تدعمه اليابان.
من هو الملك منكاورع؟
نشرت جريدة الأهرام المصرية، قصة الهرم الأصغر “منكاورع”، عبر موقعها الإلكتروني، وذكرت أنه الهرم الأصغر في منطقة أهرام الجيزة، وأضافت: ربما لا يعرف الكثيرون أن له آثارًا أخرى أبرزها تماثيل متفردة بعكس سلفه الملك خوفو الذي رغم بنائه للهرم الأكبر الذي يعد من أعظم آثار العالم، لم يعثر له إلا على تمثال واحد صغير لا يتجاوز طوله سنتيمترات.
مادة بناء هرم منكاورع
ويتميز هرم منكاورع بأنه الوحيد الذي تم تغليفه بالجرانيت “جزئيا”، حيث كان المصري القديم يضع أثناء البناء طبقة من الجرانيت مع كل طبقة من الحجر الجيري. وهذا يعني أن تكلفة البناء ربما تفوق الأهرامات الأخرى، لأن الجرانيت كان يتم جلبه من أماكن بعيدة.
و”منكاورع” هو الهرم الثالث في مجمع أهرامات الجيزة الكبرى والأصغر من بين الثلاثة، ويصل ارتفاعه إلى 66 مترًا، ورغم قصره يضم الهرم بعضًا من أكثر المنحوتات المذهلة من تاريخ مصر القديمة.
ويعتبر الهرم بمثابة ضريح لمنكاورع خامس ملوك الأسرة الرابعة، وهو يقع أقصى الجنوب ويعد آخر هرم تم بناؤه في مقبرة الجيزة.
ومن المرجح أن قدماء المصريين بنوا هرم منكاورع في القرن السادس والعشرين قبل الميلاد، ومع ذلك لا يمكننا تحديد تاريخ البناء لأن عهد الفرعون لا يزال غير محدد تاريخيًا، وحكم فرعون الأسرة الرابعة منكاورع، مصر القديمة بين 2532 و2515 قبل الميلاد، ومن ثم يمكننا أن نفترض أنه بني هذا الهرم خلال تلك الفترة.
“مشروع القرن”
ومن جانبه، كشف الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، حقيقة ما يتردد عن تبطين الهرم الثالث، خلال مداخلة هاتفية في برنامج “مصر جديدة”، المذاع من خلال قناة “إي تي سي”، وقال إن ما يتردد عن تبطين الهرم الثالث في مصر أمر تم تناوله بشكل خاطئ، إذ إنه لن يتم استخدام حجارة جديدة، ولكن بعض الدراسات ترى أن الأحجار التي سقطت من الممكن أن تعود لمكانها مرة أخرى، وسيتم دراسة الأمر لمدة عام.
اليابان ستتحمل تكلفة المشروع:
وأشار “وزيري”، إلى أن الجانب الياباني هو من يتحمل تكلفة ترميم وكساء الهرم الخارجي، والدراسات اللازمة لكل الكتل الجرانيتية المتناثرة في محيط الهرم، وأنه قد يستغرق حوالي عام.
ما السبب وراء كساء الأهرامات؟
وفي تصريحات نقلتها قناة “مي سات”، أرجع مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، أسباب اختيار إعادة كساء هـرم منكاورع؛ إلى أنه الوحيد الذي كان مغطى بحجارة الجرانيت، وما زالت موجودة حول الهـرم وبحالة جيدة، وفي المقابل أُغلق هـرمي خوفو وخفرع بالحجارة الجيرية التي تساقطت، وتم سرقة أجزاء منها.
وأوضح عالم المصريات، أن سبب كساء الأهرامات من الخارج بالأحجار الجرانيتية أو الجيرية، حتى تعكس أشعة الشمس للتأكيد على ربوبية الملك في العالم الأخر -وفقًا لمعتقداتهم- لافتًا إلى أهمية المشروع في الترويج للسياحة المصرية في ظل الاهتمام العالمي بالحضارة المصرية القديمة.
جدل علماء آثار:
ولكن الدكتورة مونيكا حنا، أستاذ مساعد الآثار والتراث الحضاري، اعتبرت أن مشروع تغليف الهرم الثالث بأحجار الجرانيت ليس له جدوى من الناحية الأثرية، كما أنه من غير المنطقي أن يُعلن البدء في المشروع دون وجود دراسة متخصصة منشورة في أي دورية علمية معتمدة، ولا يحق حتى الكلام عن المشروع دون دراسته دراسة دقيقة وعلمية.
التعليقات حول هذا المقال