البلد
: العراقالادعاء
العاصمة بغداد شهدت اليوم أمطارا غزيرة بنسبة 68.5%، وهذه الكميات من الأمطار لم تسقط على بغداد منذ عام 2013 عندما كانت الشدة المطرية 67.8%، وفي وقتها تعرضت العاصمة لغرق كبير لمدة 13 يوما، لكننا سنسيطر على المياه خلال 3 ساعات.
أبرز المعلومات
- التصريح "انتقائي"، حيث إن بغداد شهدت كميات هطول أمطار في 2013 و2018 و2020 تجاوز 85 مليمترًا، كما أن أمطار 2013 تواصلت ليومين متتالين، بالإضافة إلى أن مشروعًا مهمًا لتصريف مياه الأمطار تم افتتاحه في 2020.
القصة
تحرى فريق “تفنيد” حول تصريح مدير إعلام أمانة بغداد، لوكالة الأنباء “العراقية” الحكومية، في 24 مارس 2024، ووجد أنه “انتقائي”، وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء، وهيئة الأنواء الجوية، وتقارير إعلامية.
وفيما يخص المقارنة بعام 2013، عند البحث وجدنا أن الفترة التي يتحدث عنها المدعي والتي تعرضت فيها بغداد لغرق كبير ولأيام عديدة، هي خلال الفترة بين 11 و20 نوفمبر 2013، وحينها وثقت تقارير صحفية عديدة محلية وعربية وعالمية هذا الغرق.
ولكن واحدة من العوامل التي ساهمت بغرق الشوارع لعدة أيام هو استمرار الأمطار لأيام حيث تتوقف لساعات وتعود للهطول مرة أخرى، وفق ما نقل تقرير لقناة الحرة حينها، وفي حينها أيضًا أكدت أمانة بغداد احتياجها لبعض الوقت لتصريف المياه بالكامل من الشوارع.
وذكرت الأمانة أيضًا في حينها، أن مشكلات نقل وتصريف مياه المجاري والأمطار في بعض مناطق جانب الرصافة، ستبقى قائمة ما لم يتم إنجاز مشروع خط الخنساء الرئيس الذي يبلغ طوله نحو 13 كم ويمتد من محطة الحبيبية إلى مشروع المعالجة في الرستمية.
وفي 2020، أعلنت أمانة بغداد إنجاز خط مجاري الخنساء بنسبة 100%، وفي المقابل فإن الأمطار المتساقطة في بغداد في 23 مارس 2024، استمرت لساعات محدودة ولم تستمر لأيام كما حدث في عام 2013.
وفيما يتعلق بالأرقام، تواصلنا مع المدعي محمد الربيعي حول قصده من الأمطار الغزيرة بنسبة 68.5%، وما إذا كان يقصد 68.5 ملم، خصوصًا وأن هيئة الأنواء الجوية أكدت أن كمية الأمطار الساقطة في بغداد بلغت 68.8 ملم، وأكد بالفعل أنه يقصد بالملم وليس بالمئة.
ولكن عند المقارنة، وجدنا أن بغداد قد شهدت تساقطًا أكبر للأمطار يفوق 84 و88 ملم في عامي 2020 و2018 على الترتيب، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء.
وعند مواجهة المدعي بهذه النسب، اعترف بأنه خلال عامي 2018 و2020 تساقطت أمطار بكمية أكبر من هذا الرقم، وقال: “لكنني كنت أقصد تحديدًا كمية الـ68 ملم، في عام 2013 سقطت كمية مقاربة لها بلغت 67.5 ملم”.
وبمراجعة أرقام هيئة الأنواء الجوية لتساقط الأمطار خلال تلك الفترة بين 11 و20 نوفمبر 2013، يظهر أنها كانت في يوم 20 وصلت إلى 89.1 ملم، وفي 19 نوفمبر كانت 41 ملم، وفي يوم 11 نوفمبر كانت 58.8 ملم، ويوم 10 نوفمبر بلغت 58.8 ملم.
وهو دليل إضافي على استمرار الأمطار في تلك الفترة ليومين متتالين في 10 و11 نوفمبر، وفي 19 و20 نوفمبر، وخلال هذين اليومين كانت الكميات أكبر، فيما لم يفصل إلا أسبوع واحد بين الموجة المطرية الأولى والثانية، ولم نجد الكمية التي تحدث عنها المدعي البالغة 67 ملم، بل إن في 20 نوفمبر 2013 التي شهدت بغـداد فيه فيضانًا كبيرًا كانت كميات الهطول أكثر من 89 ملم.
وبالعودة لعام 2020، وفي اليوم الذي شهدت بغـداد أعلى كمية تساقط في ذلك العام بلغ 84 ملم، وتحديدًا في 22 أبريل 2020، وحينها أعلنت أمانة بغـداد عدم تسجيل أي حالة غرق رغم غزارة وشدة الأمطار ورغم تجاوز مجموع نسب الأمطار 84 ملم، بحسب الأمانة.
وكذلك شهدت بغـداد تساقطا بلغ 78 ملم في 22 نوفمبر 2020، وأيضًا لم تشهد غرقًا كبيرًا وتم تصفير المياه خلال الساعات الأولى لتساقط الأمطار.
الخلاصة: الادعاء بأن كمية الأمطار التي شهدتها بغداد يوم 23 مارس 2024 بنسبة 68.5% لم تسقط عليها منذ عام 2013 “انتقائيًا”، إذ سبق أن سقطت هذه النسبة خلال السنوات القليلة الماضية، إلا أن المدعي اختار المقارنة مع عام 2013 فقط، والتي شهدت تساقطًا للأمطار ليومين متتالين في 11 و12 نوفمبر، وفي 19 و20 نوفمبر، والذي شهد حينها معدل هطول تجاوز 89 ملم.
التعليقات حول هذا المقال