البلد
: العراقالادعاء
في فترة السبعينيات كان هناك إعلان بمحو الأمّية في العراق، لكن بعد عام 1985 بدأت نسب الأمية ترتفع وتخطت قبل عام 2003 نسبة 50 بالمئة، ولربما الأرقام الدقيقة والحقيقة تظهر نسبة 70 بالمئة، وبعد 2003 أصبح هناك اهتمام بالقطاع التعليمي، وبدأت الدولة تربط التعيينات والوظائف بالتحصيل التعليمي والدراسي، وشاهدنا ارتفاع نسب المتعلمين بشكل كبير.
أبرز المعلومات
- التصريح "غير صحيح"، فنسبة الأمّية في العراق قبل عام 2003 بلغت 26% فقط وليس 50% أو 70% بحسب البنك الدولي، كما أن وزارة التخطيط ذكرت أن نسبة الأمية في أسوأ حالاتها بلغت 20% في فترة الحصار الاقتصادي على العراق في التسعينيات.
القصة
تحرى فريق “تفنيد” حول تصريح الباحث والخبير التربوي، لوكالة الأنباء العراقية الحكومية، في 10 أبريل 2024، بشأن الأمّية في العراق، واكتشفنا أنه “غير صحيح”، وفقًا لبيانات البنك الدولي، ووزارة التخطيط العراقية، كما أن المدعي عندما تواصلنا معه قال إن أرقامه ناجمة عن “تقديرات شخصية”.
وتشير بيانات البنك الدولي، إلى أنه في عام 2000 بلغت نسبة الذين يعرفون القراءة والكتابة في العراق 74%، ما يعني أن نسبة الأمّية تبلغ 26% فقط.
وحتى 2017 في آخر تحديث متوفر لبيانات البنك الدولي عن العراق لنسبة معرفة القراءة والكتابة، فإنها بلغت في ذلك العام 86%، ما يعني أن نسبة الأمّية تبلغ 14% فقط.
وفي فبراير 2023، قال عبد الزهرة الهنداوي، المتحدث باسم وزارة التخطيط، إن نسب الأمية في أكثر حالاتها ارتفاعًا لم تتجاوز 20%، والتي جاءت خلال حقبة الحصار الاقتصادي المفروض على العراق في تسعينيات القرن الماضي والسنوات الأولى بعد سقوط النظام عام 2003.
وجاء تصريح الهنداوي ردًا على معلومة تداولتها وسائل إعلام محلية في فبراير 2023، بأن منظمة اليونسكو تذكر أن نسبة الأمية في العراق بلغت 47%.
وتبيّن أن المعلومة ذاتها متداولة منذ عام 2018، حيث جاء في تقرير لقناة “الجزيرة” عام 2018 أن “العراق كان في مطلع ثمانينيات القرن الماضي يمتلك منظومة تعليمية متطورة تتفوق على قريناتها في دول المنطقة بشهادة اليونسكو، إلا أن المنظمة ذاتها عادت لتصنفه ضمن البلدان التي تعاني صعودا كبيرا في نسب الأمّية يتجاوز 47% للأعمار بين 6 و55 عاما”، دون الإشارة إلى أي سنة تشير هذه النسبة كما لم نجد في “تفنيد” أصلا لهذا الرقم.
تواصلنا مع المدّعي للتأكد من تصريحه، فقال إن نسبة الأمّية قبل 2003 تصل إلى 80%، وعندما سألناه عن المصدر، تبيّن أن النسبة ناجمة عن “تقديراته الشخصية” ويقول إنه لا تتوفر إحصاءات في حينها.
وعندما سألناه عن المنهجية المتبعة لتقدير هذه النسبة، قال إنه بتقسيم عدد الموجودين في المدارس الابتدائية على عدد السكان، مثلا في مدينتي كان هناك 50 ألف نسمة لكن الموجودين في المدارس الابتدائية لا يتجاوزون الألفين.
الخلاصة: الادعاء بأن نسبة الأمية قبل عام 2003 بلغت بين 50% و70% “غير صحيح”، إذ كانت بين 20% و26% فقط وفقًا لبيانات كل من البنك الدولي؛ ووزارة التخطيط، كما أن المدّعي قال إن النسب التي ذكرها جاءت من تقديراته الشخصية.
التعليقات حول هذا المقال