الادعاء بفوز طالبة عراقية كأفضل باحثة في مؤتمر النفط بهيوستن الأمريكية “غير صحيح”

خلال رحلة التحقق من الادعاء، وجدنا أن وكالة الأنباء العراقية الحكومية نقلت عن الباحثة قولها: “إن البحث نال استحسان اللجنة المنظمة للمؤتمر وتم اختياري من بين 30 ألف مشاركًا يمثلون أكثر من 100 دولة كأفضل باحثة في مجال الصناعة النفطية العالمية”.

ولكن الادعاء، لا يتطابق مع ما نشرته الباحثة ذاتها على حسابها في موقع “لينكد إن”، بعد انتهاء المؤتمر الذي أقيم بين 6 و9 مايو 2024، وجاء في منشورها: “يسرني أن أعلن عن تقديم البحث الأول لي في مؤتمر النفط والغاز الأكبر في العالم، مؤتمر التكنولوجيا البحرية (OTC) والذي يعقد حالياً في مدينة هيوستن بولاية تكساس الأمريكية للمدة من 6 إلى 9 من شهر مايو، ولم تتطرق الباحثة إلى فوزها كأفضل باحثة.

تواصلنا مع الباحثة للتأكد من أنها قالت هذه الصيغة لوكالة الأنباء العراقية الحكومية، بأنها تم اختيارها كأفضل باحثة بين 30 ألف مشاركًا، إلا أنها لم تجب على طلب التعليق رغم مرور أكثر من 24 ساعة.

كما أن المشرف المشارك في بحثها، المهندس في مركز البحوث بشركة نفط البصرة، واثق المظفر، أوضح في منشور على حسابه في فيسبوك، تفاصيل القصة، وأشار إلى أنها “مشاركة” ولم يتحدث عن فوزها كأفضل باحثة بين 30 ألف مشاركًا.

توجه فريق “تفنيد” إلى الموقع الرسمي لمؤتمر التكنولوجيا البحرية، واتضح أن البيان الختامي يقول إن المؤتمر تم بمشاركة 30 ألف مشاركًا من 107 دول، وهو مؤتمر سنوي يدعى مؤتمر “التكنولوجيا البحرية”، والذي جمع نخبة خبراء ومحترفي الطاقة في العالم لمناقشة مستقبل الطاقة البحرية.

ويبين أن المؤتمر تضمن عرض 450 ورقة بحثية، وبلغ عدد العارضين 1300 عارض، ما يعني أن الـ30 ألفًا هم الحضور فقط، أما البحوث المشاركة والمعروضة فهي 450 بحثًا فقط.

الجوائز:

أما الجوائز، فتقسم إلى 3 أنواع بحسب ما يظهر موقع المؤتمر، أولها جائزة الإنجاز المتميز وذهبت إلى  

كيري جي كامبل لإنجازاته الفردية، وشركة بتروبراس مارليم لإنجازاتها المؤسسية، بينما تم منح تكريم خاص لشركة EnerGeo.

أما جوائز التكنولوجيا الجديدة حيث يُمنح هذا التكريم حصريًا للعارضين الذين يعيدون تشكيل قطاع الطاقة البحرية من خلال ابتكاراتهم وتطوير التقنيات، وفي هذا العام تم اختيار 15 تقنية، 5 منها من شركات صغيرة، لتقدمها الواضح في الصناعة، وهي متعلقة بالشركات وليس الأفراد والباحثين، ولا وجود للبحث العراقي بينها.

أما جوائز برنامج القادة الناشئين، والذي تم تصميمه للتعرف على المهنيين الشباب الذين لديهم أقل من 10 سنوات من الخبرة في صناعة الطاقة، ضمت 11 باحثا ومختصا، ليس من بينها اسم الطالبة العراقية.

الخلاصة: الادعاء بأن الطالبة العراقية اختيرت كأفضل باحثة بين 30 ألف مشاركًا في مؤتمر النفط والغاز بهيوستن الأمريكية “غير صحيح”، حيث إنها كانت مشاركة فقط مع 450 بحثًا، أما الـ30 ألفًا فهو عدد الحضور، كما أن اسم الباحثة غير موجود ضمن جوائز المؤتمر.