البلد
: تونسالادعاء
“لقد دمرت علاقتنا مع المغرب، هل قدمت لك الجزائر شيئا في المقابل؟ أصبحت لدينا مشكلة مع المغرب وتوقفت عن الاستيراد منا”.. ويبدو أن المدعي يقصد أن سبب المشكلة هو استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو في تونس سنة 2022.
أبرز المعلومات
- الادعاء "مضلل"، إذ لا تزال المغرب تستورد بضائع من تونس ولم تتوقف، ورغم التراجع الطفيف في قيمة الواردات خلال السنوات الأخيرة، إلا أن الأرقام بقيت في المعدلات العادية.
القصة
تتبع فريق “تفنيد” الادعاء الذي أطلقه الناشط السياسي التونسي، في برنامج “منبر الأحد”، على قناة “البلاغ” الرقمية، يوم 15 ديسمبر 2024، بشأن توقف المغرب عن استيراد البضائع من تونس بعد استقبال الرئيس قيس سعيد لزعيم البوليساريو في تونس، في سنة 2022، واكتشف أنه ”مضلل“، وفقًا لبيانات المعهد الوطني للإحصاء والمرصد الوطني للفلاحة.
للتثبت من الادعاء عدنا إلى نشرة المعهد الوطني للإحصاء تحت عنوان” التجارة الخارجية بالأسعار الجارية – ديسمبر 2023″ فتبين أن قيمة واردات المغـرب من تونس بلغت 850.6 مليون دينارًا في سنة 2022، وهو أعلى رقم مسجل منذ سنة 2018، ثم تراجعت إلى 826.6 مليون دينارًا سنة 2023 بنسبة 2.8%.
وحسب نشرة “التجارة الخارجية بالأسعار الجارية – نوفمبر 2024″، بلغت قيمة واردات المغـرب من تونس 685.3 مليون دينارًا خلال الأشهر الـ11 الأولى من سنة 2024 مقارنة بـ747.4 خلال ذات الفترة من 2023 بنسبة تراجع 8.3%.
ولكن رغم هذا التراجع الطفيف منذ 2022، إلا أن الأرقام بقيت في المعدلات العادية، وسجلت تونس أرقاما أقل في سنوات سابقة لاستقبال قيس سعيد لزعيم جبهة البوليساريو، حيث بلغت قيمة واردات المغـرب من تونس 568.7 مليون دينارًا سنة 2020 حسب نشرة “التجارة الخارجية بالأسعار الجارية، ديسمبر 2020” و602.3 مليون دينار خلال 2018 حسب نشرة “التجارة الخارجية بالأسعار الجارية، ديسمبر 2018”.
واستقبل الرئيس التونسي قيس سعيّد يوم 26 أغسطس 2022 إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، بمناسبة مشاركته في الدورة 8 لندوة طوكيو الدولية للتنمية في إفريقيا. وتبادل إثرها كل من الرباط وتونس سحب السفراء للتشاور على خلفية انزعاج المغرب من هذا الاستقبال الذي وصفته في بيان لها بـ”الموقف العدائي” ضدها، في حين أكدت وزارة الشؤون الخارجية التونسية في بيانها أن دعوة الحضور للندوة التي تستضيفها قد وجّهها الاتحاد الأفريقي، وأنها تحافظ على حيادها التام وموقفها الثابت في قضية الصحراء، التزاما بالقرارات الدولية.
وحسب نشرات المعهد الوطني للإحصاء المذكورة سابقا، تحتل المغـرب المرتبة الثالثة إفريقيّا، منذ سنة 2022، من حيث أكثر البلدان استيرادا من تونس، وتأتي قبلها الجزائر في المرتبة الثانية، وليبيا في المرتبة الأولى. كذلك المغرب هو البلد الأول عالميا من حيث كمية التمور المستوردة من تونس، إذ خلال موسم 2023 – 2024 بلغت حصة المغرب 27.6% من إجمالي صادرات التمور التونسية مقارنة بـ17.7% خلال 2022 – 2023 وفقا لنشرة المرصد الوطني للفلاحة الصادرة بتاريخ 18 أكتوبر 2024.
ولا يمكن الجزم بأن التراجع الطفيف المسجل في واردات المغرب من تونس خلال السنوات الأخيرة سببه سياسي بالأساس، لأن المغرب تعاني من عجز تجاري مع تونس، ولا تغطي صادراتها نحو تونس إلا نصف وارداتها تقريبا.
وكانت المغرب تسعى في كل مرة إلى مراجعة الضرائب على البضائع المستوردة من تونس وعدة بلدان أخرى بهدف عدم إغراق السوق المغربية بالسلع المستوردة وتقليص عجزها التجاري مع هذه البلدان.
ومقابل تراجع قيمة الصادرات التونسية نحو المغرب المسجل في السنوات الأخيرة نلاحظ ارتفاعا في قيمة صادرات المغرب نحو تونس من 383.2 مليون دينارًا سنة 2022 إلى 498.8 مليون دينارًا سنة 2023، و455.9 مليون دينارًا خلال الأشهر الـ11 الأولى من 2024.
الخلاصة: الادعاء “مضلل”، إذ لا تزال المغرب تستورد بضائع من تونس ولم تتوقف، ورغم تسجيل تراجع طفيف في السنوات الأخيرة إلا أن الأرقام بقيت في المعدلات العادية.
التعليقات حول هذا المقال