البلد
: تونسالادعاء
في حدود 2013، كانت نسبة الإنتاج (يقصد من الفوسفات) حوالي 6 ملايين في السنة وتراجعنا.
أبرز المعلومات
- الادعاء "غير دقيق"، إذ قُدّر إنتاج تونس من الفوسفات في عام 2013 بـ3.07 ملايين طن، وليس 6 ملايين طن. وكانت أعلى مستوياته في الأعوام التالية لـ2010 هو عام 2017 بـ3.9 ملايين طن.
القصة
تتبّع فريق “تفنيد” الادّعاء الذي أطلقهُ وزير الشؤون الاجتماعية الأسبق، خلال حضوره في برنامج “Le Mag Express”، على إذاعة “Express FM”، يوم 5 مارس 2025، فيما يتعلّق بإنتاج الفوسفات في تونس في سنة 2013، وتوصّل إلى أنّه “غير دقيق”، وفقا لبيانات وزارة الصناعة والمناجم والطاقة التونسيّة.
وقُدّر إنتاج تونس من الفوسفات في عام 2013 بـ3.074 ملايين طن، وليس 6 ملايين طن، وفقا لبيانات تنشرها وزارة الصناعة والمناجم والطاقة على موقعها الرسمي، وذلك مقارنة بـ2.605 مليون طن في 2012، و2.281 مليون طن في 2011، و8.131 ملايين طن في 2010.
ووفقا لذات المصدر، ارتفع إنتاج الفوسفات إلى 3.545 ملايين طن في 2014، ثمّ شهد تراجعا طفيفا إلى 3.002 ملايين طن في 2015، ومنها إلى 3.664 ملايين طن في 2016، و3.949 ملايين طن في 2017، و2.8 مليون طن في 2018، و3.878 ملايين طن في 2019.
وشهد إنتاج تونس من الفوسفات تراجعا إلى 2.830 مليون طن في 2020، ثمّ ارتفع إلى 3.726 ملايين طنّ في 2021، لتنخفض مجدّدا إلى 3.256 ملايين طن في 2022، ومنها إلى 2.911 مليون طن في 2023 وفقا لبيانات ذات المصدر.
وقررت شركة فوسفات قفصة رفع إنتاجها إلى 5 ملايين طن في 2024، وفقا لما نقلته وثيقة الميزان الاقتصادي لسنة 2024 الصادرة عن وزارة التخطيط والاقتصاد في ديسمبر 2023.
ولا تتوفّر بعد بيانات رسميّة متاحة حول حجم إنتاج الفوسفات الفعلي في سنة 2024، فيما تُشير بيانات تتداولها وسائل إعلام محليّة عن مصادر مطّلعة بشركة فوسفات قفصة، ونقلتها عنها مؤسسات حكوميّة أجنبيّة مثلوزارة الاقتصاد والماليّة الفرنسيّة، إلى أنّ الإنتاج النهائي تراوح بين 3.03 و3.2 ملايين طن في كامل سنة 2024.
فيما توقّعت الشركة أن يبلغ الإنتاج 3.1 ملايين طن، وفق ما صرّح به مديرها عبد القادر عميدي، في حوار له مع جريدة “الصباح نيوز”، نُشر في 1 نوفمبر 2024، وهي حصيلة تتوافق نسبيّا مع حجم الإنتاج في سنة 2013 الذّي بلغ 3.074 ملايين طن كما ذكرنا سابقا.
استنادا لكلّ ما سبق، نتبيّن أنّ إنتاج الفوسفات لم يبلغ 6 ملايين طن بعد سنة 2010، طيلة الفترة الممتدّة بين 2011 و2024، حيثُ قُدّر أعلى مستوى إنتاج بـ3.949 ملايين طن تمّ تسجيلها في 2017.
ويرصد “تفنيد” في الرسم البياني التالي تطوّر إنتاج تونس من الفوسفات بين 2010 و2024، استنادا إلى بيانات وزارة الصناعة والمناجم والطاقة.
وبمزيد البحث والتحري، اكتشف فريق “تفنيد” أنّ إنتاج تونس من الفوسفات بلغ 6 ملايين طنّ لأوّل مرّة، في سنة 1987، حيثُ قُدّر آنذاك بـ6.3 ملايين طنّ مقارنة بـ5.8 ملايين طنّ في 1986 و4.5 ملايين طن في 1985؛ ولم يقل الإنتاج عن ذلك طيلة السنوات بين 1988 و1992، حيثُ بلغ 6 ملايين طن في 1988، و6.6 ملايين طن في 1989، وتراجع إلى 6.3 ملايين طن في 1990، ومنها إلى 6.4 ملايين طن في 1991، ثمّ 6.3 ملايين طن في 1992، وفقا لبيانات وزارة الطاقة.
ولئن تراجع إنتاج تونس من الفوسفات إلى 5.5 ثمّ 5.6 ملايين طن على التوالي في سنتي 1993 و1994؛ إلّا أنّه ارتفع مجددا إلى 6.5 ملايين طن في 1995، ومنها إلى 7.2 ملايين طن في 1996، و7.6 ملايين طن في 1997، و7.8 ملايين طن في 1998، و8.03 ملايين طن في 1999، ثمّ 8.3 ملايين طن في 2000، وهو أعلى مستوى سجّلته تونس تاريخيّا، وفقا لذات المصدر.
وفي الفترة بين 2001 و2009، لم يقل حجم إنتاج تونس من الفوسفات عن 7.288 ملايين طن تمّ تسجيلها في سنة 2004، ثمّ ارتفع إلى 8.204 ملايين طن في 2005، وهو أعلى مستوى إنتاج تمّ بلوغه خلال الفترة المذكورة وفقا للمصدر ذاته.

لماذا تراجع إنتاج الفوسفات بعد ثورة 2010؟
وتُبرّر وزارة الصناعة والمناجم والطاقة التراجع الذّي شهده قطاع الفوسفات بعد الثورة، بالحراك الاجتماعي والاعتصامات بالحوض المنجمي الذي عطل الإنتاج والنقل، والذي كان له انعكاسات سلبية هامة على التوازنات المالية للشركات المرتبطة بالقطاع، وذلك في لمحة حول قطاع المناجم تنشرها على موقعها الرسمي.
ويرى مرصد رقابة “منظمة غير حكومية تهدف إلى تعزيز الشفافية ومكافحة الفساد في القطاعين العام والخاص” أنّ من الأسباب الرئيسية للوضعية التي وصفتها بـ”الخطيرة” التي آلت إليها “شركة فسفاط قفصة” انعدام الرقابة وسوء الحوكمة والإقصاء الممنهج للكفاءات وتهميش اليد العاملة الفنية المختصة في سياقة الآليات الثقيلة وتشغيل وصيانة آليات الإنتاج، ما أدى بدوره إلى عدم القدرة على الصيانة الدورية للمغاسل وتأخير كبير في عملية الصيانة الكبرى فضلا عن شبهات الفساد في اقتناء آليات الإنتاج وقطع الغيار لفائدة شركة نقل المواد المنجمية؛ وهو ما لم يؤد فقط، وفق المرصد، إلى تراجع الإنتاج فقط بل إلى تدهور نوعية الفوسفات المنتج بشكل يجعله يسوق بأثمان دون السعر العالمي، وذلك وفق ما نقله منشور على صفحته الرسميّة على فيسبوك بتاريخ 3 يوليو 2023.
الخلاصة: الادعاء بأن إنتاج تونس من الفوسفات كان 6 ملايين طن في عام 2013، ثم تراجع بعد ذلك “غير دقيق”، إذ قُدّر في 2013 بـ3 ملايين طن فقط، ولم يزد عن 3.9 ملايين طن طيلة الفترة بين 2011 و2024.
التعليقات حول هذا المقال