القصة
رغم سقوط الأسطورة.. لماذا يُصر وزرائنا على امتلاك الأقصر ثلث آثار العالم؟
قال الطيار محمد منار وزير الطيران المدني، إن الأقصر تملك ثلث آثار العالم، وذلك خلال تصريحات له نشرتها الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، بمناسبة الاستعدادات الجارية لاستقبال حفل افتتاح طريق الكباش الفرعوني والذي يقام تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الخميس 25 نوفمبر.
15 أغسطس 2014:
التصريح لم يكن الأول من نوعه، إذ دأب المسؤولون على ترديده، بما فيهم الذين يتولون مناصب ذات صلة بالمجال الأثري، ومنهم الدكتور محمد سامح عمرو سفير مصر لدى اليونسكو في حوار أجراه مع صحيفة الأهرام، إذ قال إن مصر تمتلك ثلث آثار العالم، ومع ذلك فإن لديها 7 مواقع فقط مسجلة على قائمة التراث العالمي التي تضم أكثر من ألف موقع من كل دول العالم.
وهو الادعاء الذي تستخدمه دائمًا غرف شركات السياحة والعاملين في المجال السياحي، للتدليل على أن مصر دولة غنية بالآثار بصورة كبيرة.
28 أغسطس 2014:
وعلى الجهة الأخرى، نفى مسؤولون ووزراء امتلاك مصر أو مدينة الأقصر تحديدًا ثُلث آثار العالم، وذلك بدايةً من الدكتور ممدوح الدماطي، وقت أن كان وزيرًا للآثار، إذ قال في حديثه لبرنامج “90 دقيقة” على قناة المحور، إن امتلاك مصر ثلث آثار العالم، هي معلومة تكتب في الكتب المدرسية منذ عقود ودرستها أجيال.
وأضاف “الدماطي”: عبارة ثلث آثار العالم هي عبارة بها نوع من المبالغة، ولكن لدينا أكبر كم من الآثار في العالم ونحن أغنى دولة في الآثار في العالم.
وتابع: الصين والهند وفينيقيا واليونان والرومان والعراق وإسبانيا، هي دول تملك آثارًا، ونحن لا نملك ثلث آثار العالم، لكننا أغنى دولة في الآثار.
30 اكتوبر 2018:
أما الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق، فكان أكثر دقة ووضوحًا، فنفى امتلاك مصر ثلث آثار العالم كما نفى أن مصر أغنى الدول بالآثار أيضًا، إذ قال إن مدينة الأقصر لا تحتوي على ثُلث آثار العالم كما هو شائع، لكن بها أهم آثار العالم على الإطلاق.
وأضاف حواس، خلال حواره مع برنامج “الحياة اليوم”، أن الصين بها آثار أكثر من مصر 10 مرات، ولكن تبقى الأهمية في قيمة آثار مصر واكتشافاتها التاريخية.
4 فبراير 2021:
وبالبحث عن الحجم الحقيقي للآثار التي تمتلكها مصر، توصل فريق عملنا لتصريح أطلقه خالد العناني وزير السياحة والآثار في الجلسة العامة لمجلس النواب، قال فيه إن هناك 7 مواقع مصرية مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي، وهي: الأقصر، ومنف وجباناتها من هضبة الأهرام إلى دهشور، وآثار النوبة من ابو سمبل إلى فيلة، والقاهرة التاريخية، وابو مينا، وطيبة وجباناتها، وسانت كاترين، بالإضافة إلى موقع “تراث طبيعي” واحد وهو محمية وادي الحيتان بالفيوم.
وبالرجوع لاتفاقية حماية التراث العالمي الثقافي والطبيعي لعام 1972، والمنشورة على الموقع الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، تضم قائمة التراث العالمي 962 موقعًا في 157 دولة، طبقًا لآخر تحديث للموقع العالمي.
وعن الدول التي تمتلك أكثر مواقع التراث العالمي المسجلة في اليونسكو، أعلن المنتدى الاقتصادي العالمي إن إيطاليا والصين موطن لأكبر عدد من مواقع التراث العالمي لليونسكو في العالم، ويضم كل من البلدين 55 موقعًا للتراث العالمي، وتحتل إسبانيا المرتبة الثالثة وألمانيا في المركز الرابع عالميًا، ويوجد في الولايات المتحدة 24 موقعًا مدرجًا.
ووفقا لمنظمة اليونسكو، تأتي مصر في المركز الثالث بين الدول العربية في ترتيب الدول الأكثر امتلاكًا للمواقع الأثرية.
وتحتل المغرب المركز الأول بين الدول العربية برصيد 9 مواقع، وتونس في المركز الثاني بـ8 مواقع، بينما تحتل مصر والجزائر المركز الثالث مناصفةً بعدد 7 مواقع أثرية.
وبحسب تعريف الموقع الرسمي لمحافظة الأقصر، تحتوي المدينة على سدس آثار العالم، وليس الثُلث كما يدعي وزير الطيران المدني وغيره من المسؤولين.
التعليقات حول هذا المقال