أجندة 2030
كشف تحليل البيانات أن الحساب @1kuwty شكّل المحور المركزي والأكثر
تأثيراً في حملة الترويج للوسم، إذ لعب دور "العقدة الرئيسية" في
شبكة من الحسابات التي تفاعلت معه بشكل مكثف.
وأظهرت خريطة الشبكة بنية مركزية تشبه الدوائر المتمركزة حول الحساب،
إذ تمثل العقد الأقرب إليه -والمُشار إليها بالألوان الرمادي والأسود
والبرتقالي والأزرق- مجموعة نواة من الحسابات النشطة، في حين تشير
الطبقات الأبعد، وعلى رأسها الطبقة البنفسجية، إلى أطراف الشبكة من
الحسابات التي تفاعلت بشكل أقل أو وصلت إلى المحتوى في مراحل لاحقة،
ما يعكس اتساع نطاق التأثير تدريجياً.
خدعة التغير المناخي
على غرار ما حدث في وسم "#أجندة_2030"، يواصل الحساب @1kuwty لعب
الدور المحوري بوصفه العنصر الأكثر مركزية وتأثيراً في الشبكة.
وتُظهر خريطة التفاعل نمطاً متكرراً يكاد يكون مطابقاً من حيث
الهيكل، إذ تتسم الشبكة بتركيز شديد حول الحساب ذاته، ما يعكس نمطاً
منسقاً يعيد إنتاج نفسه عبر وسوم مختلفة.
كذبة المناخ
يبرز الحساب @ahshamsah بوصفه مركزاً محورياً في الشبكة المتفاعلة
على الوسم، إذ يؤدي دور العقدة الأساسية في التفاعلات المرتبطة
بالوسم. وتشير إحدى الحواف البرتقالية المتجهة منه نحو الحساب
@hanadialhamadi إلى وجود مستوى قوي من التفاعل بين الطرفين.
ورغم العدد المحدود من الاتصالات التي تربط حساب @hanadialhamadi
ببقية الشبكة، إلا أن الحساب يؤدي دوراً بوصفه محوراً ثانوياً في
النقاشات المرتبطة بالوسم.
حسابات تضخيم سردية الحملة
عبر تحليل السلوك الآلي المتمثل في النشاط المفرط، وتشابه المحتوى،
وتكرار النقل من حساب المركز، رصدنا 20 حساباً تشير وتيرة النشر
عليها إلى أنها غير بشرية.
وتعيد هذه الحسابات نشر المحتوى ذاته من حساب محوري واحد هو @1Kuwty،
ما يُعزز فرضية أن هذه الحسابات تشكل ما يشبه "سرباً دعائياً" وظيفته
تضخيم الرسائل وفرضها رقمياً عبر التكرار والانتشار المكثف.
وقاد تحليل التشابه الدلالي للخطاب على الوسوم إلى تحديد خمس مجموعات
سردية هي الأكثر تكراراً، كان أبرزها "أجندة 2030 والوعي الجمعي"،
والتي رُصدت في 234 منشوراً. وتستخدم وسوماً؛ مثل: #رسالة_اليوم
و#الوعي_الجمعي و#اجندة_2030 بشكل متكرر. ويتركز مضمونها على تحذيرات
من "أجندة 2030" كآلية لفرض سياسات مراقبة أو تحكم اجتماعي، مع تأكيد
على الوعي الجمعي وضرورة رفض ما يُصوَّر كإملاءات خارجية.
والمجموعة السردية الأخرى هى "مناهضة خدعة التغير المناخي" والتي
رُصدت في 51 منشوراً. ترفض بشكل مباشر وجود تغيّر مناخي أو تشكك في
دوافع الجهات الداعية له، مع مضمون يصف "التغير المناخي" بأنه خدعة
مدفوعة من شركات الطاقة أو جهات سياسية، مستخدمة كلمات مفتاحية؛ مثل
"خدعة_التغير_المناخي"، و"مؤامرة، و"خداع".
ويشير تشابه المحتوى على الوسوم إلى محاولات الحشد لفرض سردية
بعينها، ترفض أجندة التنمية المستدامة للأمم المتحدة 2030 عامة، وفي
القلب منها العمل من أجل مواجهة ظاهرة التغير المناخي.
شخصيات عامة
يشير تحليل وسم "#خدعة_التغير_المناخي" إلى أن رابع أبرز المؤثرين
عليه -من حيث وصول التغريدات- هو وزير الإسكان الكويتي وعضو مجلس
الأمة السابق، شعيب المويزري، الذي شارك في نشر منشور لحساب "Stop
Age. 2030" يدون من الكويت. وحقق هذا المنشور أكثر من 70 ألف وصول
خلال عام 2024.
وخارج نطاق هذا الوسم، يشارك في الترويج لما يدعى "كذبة المناخ"،
العضو السابق في المجلس الاقتصادي الأعلى بالسعودية محمد الصبان.
وشغل الصبان منصب كبير مفاوضي السعودية في مؤتمرات الأمم المتحدة
بشأن تغير المناخ، وكان مستشاراً اقتصادياً بارزاً لوزارة البترول
والثروة المعدنية. وقاد الوفد السعودي في العديد من المؤتمرات، مثل
مؤتمر كوبنهاغن عام 2009.
ودأب الصبان على إنكار دور النشاط البشري على التغير المناخي. ويتابع
حسابه على منصة "إكس" 77.8 ألف متابع، حتى تاريخ نشر التحقيق.
ونشر الصبان منشوراً في 29 نيسان/أبريل 2023 على "تويتر" (إكس
حالياً) يقول: "تغير المناخ دورات طبيعية لا علاقة لها بالنشاط
الإنساني، عكس ما يتم تصويره من قبل الغرب لأغراض اقتصادية، بأن
السبب في الدورة الجديدة للمناخ، هو الوقود الأحفوري، ويعزلون النفط
بالذات.
ولازال هنالك اُناس يُصدقون مقولتهم، لكون علماء منهم طبخوا ذلك
وحصلوا على أموال طائلة!!!؟"
وتضع الأمم المتحدة ادعاء أن "تغير المناخ لا علاقة له بالنشاط
الإنساني" على رأس قائمة الخرافات المتعلقة بالمناخ. وتشير إلى أن
حرق الوقود الأحفوري يؤدي إلى خلق غطاء من التلوث يحبس حرارة الشمس
على الأرض ويرفع درجات الحرارة العالمية، ثم يؤدي الاحترار العالمي
إلى تغيرات أخرى، مثل: الجفاف، وشح المياه، والحرائق الشديدة،
وارتفاع منسوب سطح البحر، والفيضانات، وذوبان الجليد القطبي،
والعواصف العاتية، وتدهور التنوع البيولوجي.
كما تفاعل معه على تلك المنشورات، الوزير المفوض بالخارجية السعودية
سابقاً، فهد المنصوري: "وتأكيد لكلامك دكتورنا الحبيب دائماً الدول
الحاقدة على المملكة وتطورها واعتبارها من أكثر دول العالم مصدره
للنفط يستخدمون هذه العبارة في مؤتمرات تغير المناخ".
وتأتي مشاركة مسؤولين من الكويت والسعودية في الترويج لمعلومات مضللة
متعلقة بالتغير المناخي، على النقيض من التوجهات الرسمية للبلدين
اللذين صادقا على اتفاقية باريس.
ويشير تحالف العمل المناخي ضد المعلومات المضللة إلى أن معظم حملات
التضليل تستهدف بشكل استراتيجي تعطيل أي تحرك سياسي لمعالجة أزمة
المناخ. وبالتالي، تلجأ الأحزاب السياسية المرتبطة بمصالح قطاع
الوقود الأحفوري، سواء عبر تمويل الحملات أو اعتمادها على عائدات هذا
القطاع في موازناتها الوطنية، إلى استخدام التضليل بشكل متكرر، إن لم
يكن بشكل دائم، كأداة لتبرير استمرار استغلال الوقود الأحفوري، رغم
كونه سبباً مباشراً لتغير المناخ.
تواصلنا مع الشخصيات العامة المذكورة في التحقيق في إطار حق الرد، ولم يصلنا منها أي رد حتى تاريخ نشر التحقيق.
أُعدّ هذا التحقيق بدعم من برنامج Disarming Disinformation التابع للمركز الدولي للصحفيين (ICFJ)، وهو برنامج دولي مدته ثلاث سنوات ممول من مؤسسة سكريبس هوارد.