"على آخر إحصائيات المعهد الوطني للإحصاء: عدد السكان في تونس 11 مليونا و 700 ألف نسمة، منهم 0,5 أجانب أي 550 ألف أجنبي، منهم 35% أوروبيون 200 أي ألف شخص و 17% فقط من أفريقيا جنوب الصحراء".
المدعي : سعيدة ڨراج . المستشارة السابقة للرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي. (سياسي غير حكومي )
المعهد الوطني للإحصاء: 11 مليونًا و 803 آلاف هو تعداد السكان في تونس حتى يناير 2022.
آخر إحصاء لعدد الأجانب في تونس يكشف أن عددهم 58.999 ألف نسمة
توقف فريق "تفنيد" بالتحري والبحث حول تدوينة سعيدة ڨراج، المستشارة لدى الرئيس التونسي الراحل الباجي قائد السبسي، وتبيّن أنها "مضللة". إذ بالعودة لبيانات المعهد الوطني للإحصاء، وفي صفحته الأولى وجدنا أرقاما منشورة منها ما تعلق بتعداد السُكان، وجاء فيها أن في الدولة التونسية تضم 11 مليونًا و803 آلاف نسمة حتى يناير 2022، وهو ما لا يتوافق مع تدوينة "ڨراج".
عن صفحة الاستقبال في المعهد الوطني للإحصاء
وبالبحث حول الأرقام التي أعلنتها "ڨراج" في تدوينتها، توصلنا إلى أنها اعتمدت على تقرير مشترك صادر عن المعهد الوطني للإحصاء والمرصد الوطني للهجرة، ولكنها تناولت الأرقام في ذلك التقرير بشكل مضلل.
إذ يكشف المسح الوطني للهجرة الدوليّة الذي تم إعداده من قبل المعهد الوطني للإحصاء بالتعاون مع المرصد الوطني للهجرة عام 2021 أن تعداد سكان الجمهورية التونسية بلغ حتى يناير 2020 نحو 11 مليونا و708 آلاف نسمة.
وكشف المسح أن 58.999 أجنبيًا فقط يقيمون في تونس، وهم بذلك يمثلون 0.5% من إجمالي سكان دولة تونس، وهو ما تناولته "ڨراج" بشكل مضلل، واعتبرت أن عدد الأجانب يبلغ 550 ألف نسمة على غير الحقيقة.
كما كشف المسح أيضا أرقاما ونسب مئوية مفصلة لأعداد الأجانب في تونس وهم مقسمون على النحو التالي:
صورة للصفحة 70 من المسح الوطني للهجرة الدولية
من خلال المسح ذاته يمكن أن نتوصل أيضا للمدن التي يُقيم بها المهاجرون الأجانب، وتتمثل في ما يلي:
ويؤكد المسح الوطني للهجرة الدولية كذلك أن 80% من الأجانب المستقرين في تونس هم في من الموظفين فيما و18.2% يعملون في الأعمال الحرة.
أما بالنسبة للجاليّة الأفريقية فـ 98.3% منهم هم من الموظفين و1.1% يعملون أعمالا حرة، أما 0.6% فهم في وضعيات أخرى.
أما المقيمون الأوربيون فـ 72.9% منهم موظفون، و 26.9% يعملون في الأعمال الحرة، و0.2% في وضعيات أخرى.
الوضعيات المهنية للمقيمين الأجانب حسب جنسياتهم
لماذا نتحقق من هذا الادعاء؟ ظهرت أهمية هذا الادعاء في ظل تصاعد الخطاب الرافض لوجود المهاجرين الأفارقة في تونس في وسائل الإعلام ومنظمات المجتمع المدني، وذلك بعد تطرق رئيس الدولة قيس سعيّد لذات الموضوع واتهامه لأطراف بالسعي لـ "تغيير التركيبة الديمغرافية للشعب التونسي".
"بالبحث والتحري تبين أن ادعاء سعيدة ڨراج "مضلل" وأنها قدمت أرقامًا مبالغ فيها لأعداد الأجانب المقيمين بتونس"
.png)