الخلاصة

الادعاء "غير صحيح"، إذ كشفت عدة دراسات علمية أن التماسيح ليست هي السبب الرئيسي في تدني الإنتاج السمكي في بحيرة ناصر، وأنها لا تأكل كل أسماك البحيرة، وأكد ذلك عدة مسؤولين في وزارة البيئة.

تماسيح بحيرة
المصدر: مجلة المجلة

تتبع فريق "تفنيد" تصريح رئيس الغرفة التجارية في مصر، والذي أطلقه في أثناء حضوره ضيفًا مع فضائية "BBC News عربية"، يوم 30 أبريل 2024، بشأن علاقة التماسيح بانخفاض الإنتاج السمكي لبحيرة ناصر، واتضح أنه "غير صحيح" وفقًا لتصريحات متخصصي ومسؤولي وزارة البيئة.

وجاءت تصريحات المدعي، خلال تبريره استمرار زيادة الأسعار في السوق المصري رغم استقرار سعر الدولار مقابل الجنيه، حيث أرجع الأسباب لنقص المعروض من المواد الغذائية واستشهد بالأسماك.
لماذا نتحقق من التصريح؟ لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول شأن عام، يؤثر بشكل سلبي على شرائح الجمهور المرتبطة بهذا الشأن، سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو تنمويًا وغيره من المجالات.
وبالبحث اتضح أن الادعاء متداول منذ سنوات، على هيئة آراء منتشرة، مثل تصريحات نقيب الصيادين الذي يتحدث بناءً عن رأي الصيادين، الذين يقولون إن التماسيح تزاحمهم في صيد الأسماك من البحيرة؛ وبعض نواب البرلمان الذين اقترحوا اصطياد التماسيح وبيع جلودها التي تقدر بآلاف الدولارات واستغلال الأموال في تطوير البحيرة.  تماسيح بحيرة ناصر تماسيح بحيرة ناصر وفي عام 2007 أصدرت وزارة البيئة دراسة على تماسيح البحيرة، للتأكد من شكاوى الصيادين؛ وأسفرت عن أن تماسيح البحيرة تعمل على التخلص من الجثث والأسماك النافقة والحد من زيادة الأسماك القططية التي تتغذى على الأنواع الأخرى من الأسماك، وأكدت أن التماسيح لها دور هام في التوازن البيئي.  وأظهرت الدراسة أن معدة التمساح لا تستوعب كميات كبيرة من الأسماك، وأن أكبر وزن لمحتويات المعدة بلغ 7 كيلو جرامات بما فيها الأحجار والزلط التي تساعد على الهضم. وفي 2016 نفى أحمد أبو السعود، الرئيس التنفيذي لجهاز شؤون البيئة، تأثير التماسيح على قدرة البحيرة الإنتاجية من الأسماك، وأكد أنها لا تأكل أكثر من 3 شهور في السنة لأن التمثيل الغذائي للتمساح بطيء، مشيرًا إلى أنه لوحظ أن إنتاجية الأسماك في زيمبابوي زادت بعد حماية التماسيح. وفي يناير 2017 بدأت الحكومة مشروعًا لتنمية البحيرة، ومنه دراسة التماسيح بها وكيفية الاستفادة منها بعد اصطيادها، بعد استمرار تداول الشائعة ذاتها. وفي فبراير 2017 حذر المهندس عمرو عبد الهادي، مدير وحدة إدارة التماسيح بقطاع حماية الطبيعة بوزارة البيئة، من صيد كل التماسيح الموجودة في البحيرة بهدف استثمارها، على الرغم من أنه سيحقق أرباحًا كبيرة، ولكن سيسبب خلل في التوازن البيئي يصعب علاجه. وأكدت دراسة أخرى عام 2019 أجراها الدكتور محمد شوقي القطان، في كلية تكنولوجيا المصايد والأسماك بجامعة أسوان، نشرت محتواها مواقع إخبارية عديدة مثل مصراوي؛ والمصري اليوم؛ والبوابة نيوز؛ والوطن، حيث نفت كل ما يشاع عن أن التماسـيح الموجودة في بحيرة ناصر تستهلك كميات كبيرة من الأسماك. كما نفى سيد جاد الرب، رئيس فرع هيئة تنمية بحيرة السد العالي بأسوان، في فبراير 2022، ما يثار بشأن التهام تماسيح البحيرة للأسماك وتهديدها الثروة السمكية قائلا: "هذا الكلام عار تمامًا من الصحة وغير حقيقي"، وذلك خلال تفقد وفد من لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، محافظة أسوان وبحيرة ناصر. وقال الدكتور نادر نور الدين، خبير المياه الدولي، في تصريحات خاصة لموقع فيتو في يونيو 2023، نقلها كل من جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية؛ والهيئة الوطنية للإعلام، إن تماسيح  البحيرة لا تؤثر على الثروة السمكية، وإنها تعمل على الحفاظ على التوازن البيئي، وإن إنتاج مصر من الأسماك يتماشى حاليًا مع المعدلات الدولية وهي 70% مزارع و30% صيد مفتوح. وأشار إلى أن البحار والمحيطات مليئة بالقروش المفترسة والحيتان والكائنات الضخمة، وكلها تأكل الأسماك الأقل منها في الحجم، ومع ذلك لم تنضب الأسماك ولم يطالب أحد بقتل القروش والحيتان. وتزامنت تصريحات المدعي مع حملة لمقاطعة شراء الأسماك بسبب غلاء الأسعار، والتي ادعى منظمها أنها بسبب جشع التجار.

هل ينخفض إنتاج بحيرة ناصر؟

وبتتبع إنتاج البحيرة على مدار 10 سنوات سابقة، تبين أن الإنتاج ما بين انخفاض وارتفاع رغم وجود التمـاسيح في البحيرة.
السنة الإنتاج بالألف طن
2021 28.226
2020 25.728
2019 25.470
2018 28.206
2017 19.751
2016 18.352
2015 22.653
2014 21.736
2013 18.716 

إنتاج بحيرة ناصر - الإحصاء 

الخلاصة: الادعاء بأن تماسيح بحيرة ناصر تأكل الأسماك وتؤثر على الإنتاج "غير صحيح" وفقًا لتصريحات مسؤولي البيئة.

المصادر

البوابة نيوز
الشروق
المصري اليوم
الهيئة الوطنية للإعلام
الوطن
اليوم السابع
برلماني
بي بي سي نيوز عربي
جهاز حماية وتنمية البحيرات والثروة السمكية
فيتو
وزارة البيئة

لن نشارك بريدك الإلكتروني مع أي جهات أخري. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة *

يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال الرسالة