هذه أرقام رسمية.. تونس 16%، أكبر رقم متاع بطالة في البلدان العربية.
المدعي : الحسين بن عمر . صحفي تونسي (إعلاميون/وسائل إعلام )
الادّعاء "انتقائي"، حيث عرض رسما بيانيا يعود لموقع "إيكونوميك" مع تعديلات تناسب ادعاءه، ولم يذكر الموقع أن تونس في المركز الأول بل ذكر أنها في الصدارة، وذلك لاختلاف الفترات الزمنية التي تم فيها احتساب معدلات البطالة بين الدول، كما أن التصنيف لم يشمل جميع الدول العربية، وبحسب البنك الدولي فإن تونس تحتل المرتبة السابعة عربيًا لسنة 2023، والمرتبة الـ11 حسب توقعات "الإسكوا" لسنة 2024، وليست المرتبة الأولى.
لماذا نتحقّق من الادّعاء؟ لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول شأن عام، يؤثر بشكل سلبي على شرائح الجمهور المرتبطة بهذا الشأن سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو تنمويًا وغيره من المجالات.
وخلال استضافته للباحثة المتخصصة في الشؤون الاقتصادية خلود التومي للحديث عن "جدية التحذيرات الاقتصادية الواردة في تقرير مركز كارينجي حول تونس"، عرض مقدم البرنامج تصنيفا نشرته المنصة الكويتية الاقتصادية المتخصصة في متابعة أسواق المال والشركات "إيكونوميك" يوم 8 مارس، حول معدل البطالة في البلدان العربية، مؤكدا أن هذه الأرقام رسمية وأن معدل البطالة في تونس هو الأعلى بين البلدان العربية.
التصنيف الذي عرضه المدعي بشأن معدل البطالة في تونس
معدلات البطالة في الشرق الأوسط - منصة TradingView
وبحسب الرسم البياني الذي نشره الموقع على صفحته في إنستغرام، فإنه لم يذكر أن تونس تحتل المركز الأول، بل ذكر أن تونس والمغرب في الصدارة من حيث معدلات البطالة، إلا أن الصحفي عرض رسمًا بيانيًا بتصميم مختلف وكتب عليه "تونس في المركز الأول"، دون تقديم توضيحات بوجود اختلاف في الفترات الزمنية التي تم احتساب معدلات البطالة فيها بين الدول، إلى جانب عدم اشتمال التصنيف على جميع الدول العربية.
وبالبحث عن معدلات البطالة في البلدان العربية، وجدنا أن الأردن والتي لا تدرجها TradingView في بياناتها، بلغت فيها نسبة البطالة 21.5% في الربع الثالث من سنة 2024، وهي ذات الفترة الزمنية التي اعتمدها تصنيف الادعاء مع تونس، أي أعلى من معدل البطالة في تونس، وذلك وفق إحصاءات رسمية لدائرة الإحصاءات العامة في الأردن.
مقارنة مؤشرات TradingView بالمؤشرات الرسمية لكل دولة:
في البداية حاولنا مقارنة الأرقام التي احتواها التصنيف بالمؤشرات الرسمية لكل دولة، حيث اكتشفنا أن معدل البطالة في بعض الدول العربية غير متطابق مع مؤشرات منصة TradingView، و"غير دقيق" بالنسبة لعدد من الدول التسعة التي تضمنها التصنيف، مع عدم توفر بيانات رسمية محدثة في بلدان أخرى. وكانت الأرقام متطابقة مع الإحصاءات الرسمية التي عثرنا عليها في كل من تونس والمغرب ومصر وقطر، فيما لم يكن معدل البطالة في السعودية متطابقا فبالرجوع إلى تقرير الهيئة العامة للإحصاء السعودية بلغ معدل البطالة في الربع الثالث من 2024 نسبة 7.8% وليس 3.7%، وكانت معدلات البطالة الخاصة بالبحرين والإمارات متقاربة، أما بالنسبة لسلطنة عمان فإن آخر بيانات تتعلق بالبطالة نشرها المركز الوطني للإحصاء تعود لسنة 2021 وهي 1.9%، فيما لم نعثر على بيانات محدثة حول البطالة في تقارير الإدارة المركزية للإحصاء في الكويت.تونس الأولى في نسب البطالة وفق منصة TradingView.. فماذا عن بقية المواقع الإحصائية؟
لمعرفة مؤشرات البطالة في عدد من المواقع الإحصائية الأخرى في البلدان العربية، والتحقق من تصريح المدعي، بحث "تفنيد" عن بيانات البنك الدولي حول مؤشر البطالة في العالم (سنة 2023) والتي تظهر أن دولا عربية أخرى مثل العراق ولبنان وفلسطين وليبيا وجيبوتي والصومال تشهد معدلات بطالة تفوق تونس التي بلغت فيها نسبة البطالة 15.1% في ذات السنة، وهي في المرتبة السابعة، كما هو موضح في الرسم البياني التالي: ووفق أحدث إحصاءات موقع "تريدينغ إيكونوميكس" الاقتصادي، وصل معدل البطالة في تونس إلى 16% في يونيو 2024، لكن لا يمكن الجزم بترتيبها بين معدلات البطالة في العالم العربي لعدم توافق الفترات الزمنية، كما هو موضح في الرسم البياني التالي: وحسب توقعات الإسكوا (اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا) التابعة للأمم المتحدة، في مسح حول التطورات الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة العربية 2023 - 2024 (ص 15) احتلت تونس المرتبة 11 في معدلات البطالة في البلدان العربية لسنة 2024، كما هو موضح في الرسم البياني التالي:الخلاصة: الادّعاء "انتقائي"، حيث عرض رسما بيانيا يعود لموقع "إيكونوميك" مع تعديلات تناسب ادعاءه، ولم يذكر الموقع أن تونس في المركز الأول بل ذكر أنها في الصدارة، وذلك لاختلاف الفترات الزمنية التي تم فيها احتساب معدلات البطالة بين الدول، كما أن التصنيف لم يشمل جميع الدول العربية، وبحسب البنك الدولي فإن تونس تحتل المرتبة السابعة عربيًا لسنة 2023، والمرتبة الـ11 حسب توقعات "الإسكوا" لسنة 2024، وليست المرتبة الأولى.
.png)