الفلّاحون التّونسيّون لا يستخدمون المياه المستعملة بتاتا.
المدعي : بيرم حمادة . مستشار رئيس الاتّحاد التّونسي للفلاحة والصيد البحري. (سياسي/مسؤول حكومي )
فبراير 2023.. مدير ديوان التطهير: 22% من المياه المجمّعة والمعالجة يتمّ استغلالها في القطاع الفلاحي.
ديوان التطهير: 22% من مياه الصّرف الصحّي يُعاد تدويرها لاستخدامها في الريّ.. ومشروع تابع للاتحاد الأوروبي: تصل لـ23%
تتبّع فريق عمل "تفنيد"، ادّعاء مستشار رئيس الاتّحاد التّونسي للفلاحة والصيد البحري، وتوصّل إلى أنّه "مضلّل"، حيثُ يتمُّ استغلال 22% من مياه الصرف الصحّي المعالجة في الريّ، أي ما يعادل 90 مليون مترًا مكعّبًا من إجماليّ 300 مليون متر مكعّب يتمُّ تجميعها، وفق ما أفاد به عبد المجيد بالطيّب، الرئيس المدير العام للديوان الوطنيّ للتطهير، خلال مشاركته في برنامج "خطّ أحمر"، على إذاعة "إكسبراس أف أم"، يوم 23 فبراير 2023.لماذا نتحقّق من الادّعاء؟ وظهرت أهميّة التحقّق من الادّعاء، في ظلّ أوامر رسميّة للفلاحين بالتخلّي عن بعض الزراعات السقويّة في بعض جهات البلاد، والدعوات لإعلان حالة الطوارئ المائيّة نظرا لقلّة التساقطات الموسميّة المسجّلة، وتراجع المخزون العامّ للمياه في السّدود إلى 32.2% بتاريخ 9 مارس 2023.
وبالمزيد من البحث والتحرّي، اكتشف فريق عمل "تفنيد" أنّ تصريح عبد المجيد بالطيّب، يتوافق مع ما نقله تقرير لمشروع «MADFORWATER » المموّل من الاتّحاد الأوروبي، حيثُ نقل أنّ تونس تُعيد تدوير 23% فقط من مياه الصرف الصحيّ البلديّة المعالجة وتستخدمها في الزراعة على نطاق واسع وناجح وآمن في مواجهة ندرة المياه المتزايدة.ويُفيد ذات التقرير بأن انخفاض استغلال مياه الصّرف المعالجة في الزراعة، سببه الأساسي هو درجة جودة تلك المياه، إذ لا تراعي الحدود التي تفرضها المعايير الوطنيّة ومعايير أيزو القياسية من أجل إعادة استخدامها في الريّ.
محطّة "شطرانة" النموذجيّة نموذجا:
ونقل تقرير للبنك الدّولي أنّ حوالي 500 مزارع تونسيّ بمنطقة "برج الطويل" يستفيدون من ملايين الأمتار من المياه ذات النوعية الجيدة التّي يُتيحها مشروع المحطّة النموذجيّة الخاصّة بمعالجة مياه الصرف الصحي البلديّة في منطقة شطرانة التّابعة لولاية أريانة، والتّي تبلغ طاقتها الإنتاجيّة حوالي 10 أمتار مكعّبة في اليوم، وفق تقرير «MADFORWATER» السّابق ذكره. وتشتمل المحطّة النموذجيّة، وفق ذات المصدر على: مرشّح النترجة الذّي يوفّر معالجة ثانوية للموادّ العضوية والأمونيا، وحوض ترسيب ثانويّ للحمأة، وأرض رطبة اصطناعيّة لإزالة المعادن الثقيلة والعناصر المغذيّة المتبقيّة، ووحدة تطهير كيميائيّ ونظام لتصفية الماء من الرواسب الثانويّة الزائدة. ولم يتخط استغلال المياه المستعملة في الريّ 13 مليون مترًا مكعّبًا سنويّا حتى 2016، في الوقت الذي قدرت فيه كميّات المياه المعالجة سنة 2015 بنحو 242 مليون مترًا مكعّبًا، وفق تصريح لعبد اللّه الرّابحي، كاتب الدّولة للموارد المائيّة والصّيد البحري، نقلتهُ مواقع إعلاميّة تونسيّة عن وكالة تونس إفريقيا للأنباء بتاريخ 22 سبتمبر 2016.بتتبع التقارير الدوليّة والتصريحات الرسميّة اكتشفنا أن تصريح بيرم حمادة "مضلّل" إذ تطوّر معدّل استغلال المياه المستعملة في الريّ من 13 مليون مترًا سنويًا لـ90 مليون مترًا من 2016 لـ2023
.png)