الادعاء مضلل
الأثر المحتمل: تشوه وعي الجمهور بقضايا الشأن العام
بالنسبة للطلبة نقصو (تراجع عددهم).. كانوا 500 ألف وتوا 300 ألف، لكن غدوة شكون باش يخدم.. شكون باش ينتج في البلاد.
الخلاصة

الادعاء بأن عدد طلاب تونس تراجع من 500 ألف إلى 300 ألف "مضلل"، إذ لم يتجاوز العدد في أي وقت هذا السقف، فوفقًا لإحصاءات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ودراسة صادرة عن المعهد التونسي للتنافسية والدراسات الكمية، بلغ أعلى عدد للطلبة حوالي 370 ألفًا خلال الموسم الجامعي 2009 - 2010، قبل أن يتراجع إلى 267 ألفًا في 2018 - 2019، ثم عاد للارتفاع إلى 315 ألفًا في 2023 - 2024.

عدد طلاب تونس الجامعيين لم يتراجع من 500 ألف إلى 300 ألف
المصدر: العربي الجديد

تتبع فريق "تفنيد" ادعاء الصحفي والمحلل السياسي، في برنامج "حدث وتحليل"، على القناة "الوطنية التونسية"، يوم 18 سبتمبر 2025، حول عدد الطلبة في الجامعات التونسية، وتبيّن أنه "مضلل"، وذلك بالعودة إلى موقع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وإلى دراسة صادرة عن المعهد التونسي للتنافسية والدراسات الكمية.

لماذا نتحقق من الادعاء؟ لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول شأن عام، يؤثر بشكل سلبي على شرائح الجمهور المرتبطة بهذا الشأن، سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو تنمويًا وغيره من المجالات..

وفي تحليله لمعطيات تقرير بثه البرنامج حول إحصاءات حديثة للمعهد الوطني للإحصاء، والتي أظهرت تراجعًا ملحوظًا في عدد الزيجات والولادات، وانخفاضًا في معدل الخصوبة وفي وتيرة النمو الديمغرافي إلى أضعف مستوى له منذ الاستقلال، اعتبر المدعي أن عدد الطلبة في تونس تقلّص من 500 ألف إلى 300 ألف، وهو ما قد ينعكس سلبًا – بحسب تقديره – على القوى الحية في البلاد وعلى تمويل الصناديق الاجتماعية. وبالعودة إلى الإحصاءات والمؤشرات في موقع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وجدنا أن الموقع لا يقدم إلا الفترة بين 2006 و2024، وتكشف وثيقة إحصاءات السنة الجامعية 2012 - 2013، عن تطور عدد الطلبة المسجلين بالتعليم العالي، حيث ارتفع من 344 ألفًا و500 طالب سنة 2006 - 2007 لتصل إلى 370 ألف طالبًا سنة 2009 - 2010، قبل أن تبدأ في الانخفاض لتصل إلى 337 ألف طالبًا في 2012 - 2013.

 

تطور عدد الطلبة من 2006 إلى 2013

 تطور عدد الطلبة من 2006 إلى 2013    ووفق مؤشرات وزارة التعليم العالي فقد واصل عدد الطلبة الانخفاض ليمر من 331.8 ألف طالبًا في السنة الدراسية 2013 - 2014 إلى 267.1 ألف طالبًا في 2018 - 2019، وهو أدنى عدد للطلبة  منذ 2006. وانطلاقا من موسم 2019 - 2020 عاد عدد الطلبة إلى الارتفاع ليصل إلى 350 ألف طالبًا في 2022 - 2023، و315 ألفًا في 2023 - 2024. وبالبحث في تطور عدد الطلبة منذ استقلال تونس، تبيّن أنّ دراسة صادرة عن المعهد التونسي للتنافسية والدراسات الكمية بعنوان: "ملاحظات وتحليل المعهد التونسي للتنافسية والدراسات الكمية – العدد 51 لسنة 2017: تطور النظام التعليمي التونسي" (ص 5)، تضمنت جدولًا تحت عنوان: "نسبة المتمدرسين إلى إجمالي السكان حسب مستويات التعليم"، وأوضح مؤلف الدراسة اعتماده على معطيات كلّ من المعهد الوطني للإحصاء ووزارة التعليم العالي، حيث قدّم نسبًا مئوية للملتحقين بالمراحل الابتدائية والثانوية والجامعية من إجمالي عدد السكان. واستنادًا إلى النسب المئوية الواردة في الجدول، يتضح أن عدد الطلبة ارتفع من حوالي 2.3 ألف سنة 1956 إلى 6 آلاف سنة 1966، ثم إلى 20 ألفًا سنة 1975، ليصل إلى 38 ألفًا سنة 1984، قبل أن يتجاوز 102.3 ألف سنة 1994، ويبلغ 226.3 ألفًا سنة 2001. ويعرض الرسم البياني التالي مسار تطور عدد الطلبة في تونس بين سنتي 2006 و2024:   !function(){"use strict";window.addEventListener("message",function(a){if(void 0!==a.data["datawrapper-height"]){var e=document.querySelectorAll("iframe");for(var t in a.data["datawrapper-height"])for(var r,i=0;r=e[i];i++)if(r.contentWindow===a.source){var d=a.data["datawrapper-height"][t]+"px";r.style.height=d}}})}();   وبناء عليه نلاحظ أن عدد الطلاب لم يصل أبدا إلى 500 ألف منذ عام 1956، وأن أعلى عدد وصل إليه الطلاب في تونس هو 370 ألف طالبًا في السنة الدراسية 2009 - 2010. كذلك نلاحظ أن عدد الطلاب بدأ يتراجع تدريجيا منذ 2010 - 2011 حتى وصل إلى 267 ألف طالبًا في 2018 - 2019، ليعود للتحسن في السنة الدراسية التالية لكن بشكل طفيف، إلى أن حقق 350 ألف طالبًا في 2022 - 2023. 

الخلاصة: الادعاء بأن عدد طلاب تونس الجامعيين انخفض من 500 ألف إلى 300 ألف "مضلل "، إذ تُظهر الإحصائيات الرسمية منحى تصاعديًا، منتقلاً من 2300 طالب سنة 1956 إلى 370 ألفًا في الموسم الجامعي 2009 - 2010. بعد ذلك تراجع إلى 267 ألفًا في 2018 - 2019، ثم ارتفع إلى 350 ألفًا في 2022 - 2023، قبل أن يستقر عند 315 ألفًا خلال 2023 - 2024.

لماذا نتحقّق من الادّعاء؟

لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول شأن عام، يؤثر بشكل سلبي على شرائح الجمهور المرتبطة بهذا الشأن، سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو تنمويًا وغيره من المجالات.

المصادر

الادعاء
دراسة للمعهد التونسي للتنافسية والدراسات الكمية
موقع وزارة التعليم العالي إحصائيات ومؤشرات

لن نشارك بريدك الإلكتروني مع أي جهات أخري. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة *

يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال الرسالة