محضر استثنائي لمفوضية الانتخابات برقم 83 في 10 نوفمبر، تستبعد فيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من الانتخابات، ثم تحذف القرار من قناتها على التلغرام بعد دقائق.
المدعي : مواقع التواصل الاجتماعي - العراق . (الجمهور )
الادعاء بأن مفوضية الانتخابات قررت استبعاد "السوداني" من الانتخابات ثم حذفت القرار بعد دقائق "غير صحيح"، فالمفوضية لا تنشر قرارات الاستبعاد على منصة تلغرام، كما أنه لا يوجد محضر استثنائي بالرقم الظاهر في الوثيقة المتداولة، فضلا عن احتواء الوثيقة على أخطاء إملائية وفنية.
تحرى فريق "تفنيد" حول الادعاء المتداول في مواقع التواصل الاجتماعي، في 10 و11 نوفمبر 2025، حول محضر استثنائي لمفوضية الانتخابات تستبعد فيه رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من الانتخابات، ثم تحذف القرار من قناتها على التلغرام بعد دقائق. واكتشفنا أنه "غير صحيح"، بحسب موقع المفوضية العليا المستقلة للانتخابات، وكذلك التحليل الفني واللغوي لوثيقة الاستبعاد المتداولة.

واعتمدت الصفحات التي نشرت الخبر على صورة وثيقة متداولة تبدو وكأنها مرسلة في الحساب الرسمي للمفوضية على التيليغرام، ثم تم حذفها من قناة المفوضية على التطبيق حسب الادعاء، لكن الحقيقة أن مفوضية الانتخابات لا تنشر أساسا قرارات استبعاد المرشحين في قناتها على التلغرام أو منصاتها بمواقع التواصل الاجتماعي عموما، بل تكتفي بنشر القرارات في موقعها الإلكتروني الرسمي فقط، ويبدو أن من صمم الوثيقة المتلاعب بها صمم صورة أخرى للوثيقة وكأنها منشورة في حساب التلغرام لمفوضية الانتخابات.

وبالنظر إلى تفاصيل الوثيقة المتداولة، يظهر أنها تحمل رقم القرار 17 في المحضر الاستثنائي 83 بتاريخ 10 نوفمبر، لكن عند مراجعة الموقع الرسمي لمفوضية الانتخابات، نجد أن آخر محضر استثنائي للمفوضية كان في 6 نوفمبر ويحمل الرقم 82، ولا يوجد أي محضر استثنائي برقم 83 في 10 نوفمبر، خصوصا وأن الكتاب المتداول عن استبعاد السوداني يحمل رقم القرار 17 للمحضر الاستثنائي 83.
هذا يعني ان هناك 16 قرارا آخر على الأقل تم اتخاذه في هذا المحضر، لكن لا يوجد أي قرار تحت المحضر 83 في موقع المفوضية، بل يوجد محضر اعتيادي يحمل الرقم 44 في هذا التاريخ، وتضمن 19 قرارا ليس من بينها أي قرار استبعاد لأي مرشح.

كما أنه بالتحليل البصري لصورة الوثيقة، يظهر تلاعبا واضحا في النص، وخصوصا في الدقة والنقاء، وكذلك اختلاف نوع الخط بالنسبة للأرقام المستخدمة بين رقم وآخر، فضلا عن وجود أخطاء إملائية في موقع الهمزة مثلا "أتخاذ، او، أستبعاد".
لماذا نتحقّق من الادّعاء؟
لأن الشائعات التي يتداولها الجمهور حول المسؤولين أو السياسيين أو الشأن العام، تؤثر بشكل سلبي على الوعي العام وقدرة الجمهور على التقييم والمحاسبة.
.png)