الادعاء مضلل
الأثر المحتمل: التلاعب بالجمهور لحصد مشاهدات
بالفيديو.. لحظة سقوط طائرة رئيس الأركان الليبي في أنقرة.
الخلاصة

الفيديو "مضلل"، حيث اتضح بالبحث العكسي أنه "مفبرك"، ولا يعود للحظة سقوط طائرة رئيس الأركان الليبي في تركيا.

الفيديو المنتشر لسقوط طائرة رئيس الأركان الليبي في تركيا
المصدر: Rudaw

تتبع فريق “تفنيد”، الفيديوالذي تداوله نشطاء على منصة تكتوك وفيسبوك، بتاريخ 23 ديسمبر 2025، حول سقوط طائرة رئيس الأركان الليبي في تركيا، واتضح أنه “مضلل”، وذلك من خلال البحث العكسي عن الفيديو.

للتحقق من صحة الادعاء، توجهنا إلى وسائل الإعلام العربية والدولية التي غطّت خبر الحادث. وقد بثّت قناة "الجزيرة" على شاشتها مساء يوم 23 ديسمبر 2025 مقطع فيديو- متداول على منصات التواصل الاجتماعي- بعنوان "لقطات أولية لانفجار وتحطم طائرة رئيس الأركان الليبي والتي ساهمت في سرعة تحديد موقع الحادث"، إلا أن الفيديو الذي عرضته القناة لا يتطابق مع المقطع المتداول على منصات التواصل الاجتماعي، سواء من حيث زاوية التصوير أو تفاصيل المشهد.

كما بثّ التلفزيون العربي على شاشته تسجيلًا آخر من زاوية مختلفة، تحت عنوان "مشاهد أخرى تعود لتسجيل كاميرا: لحظة سقوط طائرة تقل رئيس الأركان العامة الليبي". وبمقارنة هذا التسجيل بالفيديو محلّ التدقيق، تبيّن أنهما لا يتطابقان كذلك.

ونشرت وكالة الأناضول يوم 23 ديسمبر 2025، الفيديو نفسه بعنوان "فقدان الاتصال بطائرة تقل رئيس الأركان الليبي محمد علي الحداد قرب منطقة هايمانا التابعة للعاصمة التركية أنقرة، لقطات من كاميرا مراقبة يُعتقد أنها تعود إلى لحظة وقوع الحادث".  

في مرحلة ثانية، أجرينا بحثًا عكسيًا عن الفيديو باستخدام أداة Google Lens، ولم نعثر على أي أثر للفيديو، كما لم يظهر له أثر سابق على الإنترنت سواء من حيث الصورة أو الصوت. 

ووجدنا أن الناشر الأول للفيديو هو حساب تيكتوك باسم "أسامة الغامدي"، وقد نشره بذات تاريخ الحادثة تحت عنوان "لحظة سقوط طائرة رئيس الأركان الليبي في أنقرة".

حساب تكتوك أسامة الغامدي 

وبالانتقال إلى الفحص التقني والبصري للمقطع، تبيّن وجود مؤشرات واضحة على التلاعب الرقمي. 

قمنا أولا بقارنة المكان الأصلي لحادثة السقوط والمكان في الفيديو المتداول واتضح أن هناك اختلاف كبير في عناصر المكان.

المكان الأصلي في بث مباشر للتلفزيون العربي
المكان في الفيديو المتداول 

ثانيا الصوت وجدنا أن الصوت في خلفية الفيديو  بلهجة عربية خليجية وليست تركية أما شكل المباني وشجر النخيل يوحي بأن المناطق عربية وليست تركية أيضا،  وبمزيد التدقيق وجدنا في أحد أجزاء الفيديو، اختلاف حركة الطائرة عند السقوط ثم اختفاء جزء من شجرة بشكل مفاجئ ومتزامن مع لحظة سقوط الطائرة، وهو أمر لا يمكن أن يحدث في تسجيل حقيقي لكاميرا مراقبة. 

كما يُلاحظ في جزء آخر تحرّك بعض المباني في المشهد عند لحظة السقوط، وتُعدّ هذه التشوّهات من العلامات المعروفة عند تركيب فيديو على صورة ثابتة أو إدماج عناصر متحركة باستخدام تطبيقات المونتاج، حيث تؤدي المؤثرات البصرية إلى تشويه العناصر الثابتة في الخلفية.

كما أظهر تتبّع الطائرة المنكوبة على موقع Flightradar24 إقلاعها من مطار أنقرة (ESB) في الساعة 16:41 بالتوقيت العالمي (UTC)، حيث استمرت في التحليق لمدة 52 دقيقة، قبل أن تختفي عن شاشات الرادار فوق منطقة هيمانا قرب العاصمة أنقرة عند الساعة 17:33 بالتوقيت العالمي. وهي من طراز  Dassault falcon 50 

وقد نشر موقع Flightglobal  صورة الطائرة الاصلية  من هذا الطراز وهي لا تتناسب مع صورة الطائرة في الفيديو المتداول

لماذا نتحقّق من الادّعاء؟

لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول شأن عام، يؤثر بشكل سلبي على شرائح الجمهور المرتبطة بهذا الشأن، سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو تنمويًا وغيره من المجالات.

المصادر

حساب أسامة الغامدي
قناة التلفزيون العربي
قناة الجزيرة
موقع Flightglobal
موقع Flightradar24
وكالة الأناضول
حسابات على تكتوك وفيسبوك

لن نشارك بريدك الإلكتروني مع أي جهات أخري. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة *

يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال الرسالة