الـ 44 ثانية الأصعب على الحكومة المصرية.. هكذا سقطت الرواية الرسمية عن حقوق الإنسان

كتب - محمد طلبة وهايدي سمير

الرئيس و3 وزراء أطلقوا 9 تصريحات حول حقوق الإنسان خلال عام 2021 مررت 4 رسائل.. تم تكذيبها مطلع عام 2022 في أقل من دقيقة

التمييز ضد النساء والأقليات.. الاعتقال التعسفي.. الاختفاء القسري.. قمع المجتمع المدني.. تفاقم الأوضاع في السجون

اتهامات أطلقتها ممثلة تحالف البحر الأبيض المتوسط للمشاركة السياسية، خلال كلمتها التي استمرت لنحو 97 ثانية خصصت منها 44 ثانية للحديث عن انتهاكات حقوق الإنسان في مصر، بجلسة نموذج محاكاة مجلس حقوق الإنسان بمنتدى شباب العالم، الذي نظمته مصر بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، مطلع يناير 2022.

الاتهامات التي أطلقتها ممثلة تحالف البحر الأبيض المتوسط اصطدمت مع 9 تصريحات أطلقها الرئيس السيسي و3 من أبرز وزراءه ومساعديهم خلال عام 2021 حول إنجازات مصر بملف حقوق الإنسان، حاولوا خلالها التأكيد على 4 رسائل أساسية وهي:

– لا يوجد حبس للصحفيين في قضايا رأي. 
– نحقق إنجازات في الحقوق الاقتصادية والاجتماعية وتوفير حماية اجتماعية للمواطنين.
– دستور 2014 كفل الحقوق القانونية للجميع.
– المنظمات الدولية التي تدين حقوق الإنسان في مصر تركز على السلبيات فقط.

ملفات الاشتباك

4 قضايا أساسية داخل ملف حقوق الإنسان ظهر فيها تناقض كبير بين رواية الحكومة المصرية والرواية المضادة داخل جلسة المحاكاة بمؤتمر الشباب، وهو ما دفعنا للتحري حول الروايتين.

الحق في التملك

حرية الرأي والتعبير

الإخفاء القسري والتعذيب

استقلال القضاء

المِلك المنزوع

"لكلِّ فرد حقٌّ في التملُّك، بمفرده أو بالاشتراك مع غيره، ولا يجوز تجريدُ أحدٍ من مُلكه تعسُّفًا."

ماريهان علي، طالبة دراسات عليا بجامعة المنوفية، من سكان منطقة الريسة بشرق العريش، تروي بلكنة بدوية شابة، قصة معاناة أسرة فقدت الأب منذ سنوات، لتكافح الأم وبناتها لتأسيس منزل لهم، فتملكوا أرضًا بشكل قانوني، وقاموا ببنائها وتجميلها على مدار سنوات.
بدأت معاناة أسرة “ماريهان” ومئات الأسر من جيرانها بعد صدور القرار الرئاسي رقم 465 لسنة 2021، باستبدال نص المادة الثانية من قرار رئيس الجمهورية رقم 330 لسنة 2019، بالنص التالي: “تنقل تبعية ميناء العريش ويعاد تخصيص كافة الأراضى المحيطة بالميناء، واللازمة لأعمال التطوير لصالح القوات المسلحة وذلك بإجمالي مساحة 541.82 فدان، ناحية محافظة شمال سيناء.”
القرار الرئاسي نزع ملكية الأهالي للأراضي المحيطة بالميناء، على الرغم من قانونية البناء، والبعد عن حرم الميناء بالمسافة المنصوص عليها بالقانون، فيما تم إخطارهم من قبل إدارة الحكم المحلي بالعريش بصدور قرار بإزالة منازلهم، وتعويضهم ببدائل خارج محافظة العريش.
وهو ما دفع الأهالي للاحتجاج رفضًا للقرار الذي وصفوه بالمخالف للدستور والمخالف لمواثيق حقوق الإنسان، خاصة في ظل وجود أراضي صحراوية خارج زمام المباني السكنية متاخمة للميناء يمكن الاستفادة منها في عمليات التطوير بدلًا من نزع ملكية الأراضي.

خريطة المناطق المقرر إزالتها بمحيط ميناء العريش
خريطة المناطق المقرر إزالتها بمحيط ميناء العريش

قرار نزع ملكية أراضي حي الريسة لم يكن القرار الوحيد الذي اتخذته السلطات المصرية لتجريد مواطنين من مساكنهم بالقوة الجبرية، إذ نشرت الجريدة الرسمية قرار رئيس الوزراء رقم 3025 لسنة 2021، والذي يقضي بالاستيلاء عن طريق التنفيذ المباشر على الأراضى والعقارات الواقعة فى نطاق توسعة شارع حسين كامل سليم بمنطقة مصر الجديدة بالقاهرة، تمهيداً لنزع ملكيتها. ويؤدي القرار إلى إزالة 39 عمارة سكنية.
وقرار رئيس مجلس الوزراء رقم 2678 لسنة 2020، بشأن نزع ملكية ملاك 4500 وحدة سكنية ومحال تجارية بالحي السادس والحي السابع بمدينة نصر للمنفعة العامة، لتنفيذ مشروع المونوريل  وفقًا لميرفت مطر، رئيس حى غرب مدينة نصر.

أعوام من القهر

"يُحظر الحرمان التعسفي من الحياة؛ والتعذيب والمعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة؛ والعبودية والسخرة؛ والاعتقال التعسفي أو الاحتجاز".

لم تكن مهمة فريق عملنا سهلة خلال محاولة التحري حول قضية انتهاكات التعذيب والإخفاء القسري خلال تحقيقنا لتفنيد رواية الحكومة عن تقدمها في ملف حقوق الإنسان مقابل الاتهامات التي تواجهها.
وكان أبرز تلك التحديات هو اتهام الحكومة لكافة المنظمات الحقوقية التي تتهم الحكومة بممارسة التعذيب والإخفاء القسري ضد المعارضين السياسيين بالكذب ودعم منظمات إرهابية.
وهو ما دفعنا إلى التدقيق في بيانات وإصدارات المنظمات الحقوقية الحكومية المصرية أولًا، ثم الانتقال لروايات المنظمات الحقوقية الدولية، والمنظمات المحلية المستقلة، وهو ما مثل مفاجأة كبرى غيرت من مسار التحقيق.

إذ كشف المجلس القومي لحقوق الإنسان، وهو منظمة مصرية حكومية، في تقرير له صدر عام 2016  بعنوان “تقرير عن الاختفاء القسري فى مصر بين الادعاء والحقيقة”، أنه تلقى في الفترة منذ أبريل 2015 وحتى مارس 2016 نحو 266 بلاغ بحالات إخفاء قسري.
تتوزع تلك الحالات بين 22 محافظة من محافظات الجمهورية كان النصيب الأكبر لمحافظات القاهرة الكبرى بعدد 143 حالة، تلى ذلك محافظات الدلتا (الغربية – الشرقية – كفر الشيخ – دمياط – الإسكندرية – الدقهلية – المنوفية – البحيرة) حيث بلغ عدد الحالات 86 حالة.
ثم محافظات الوجه القبلى (بنى سويف – الفيوم – المنيا – أسيوط – سوهاج – قنا – أسوان) بواقع 24 حالة، وفى المرتبة الأخيرة محافظات القناة (السويس – بورسعيد – الإسماعيلية) عدد 8 حالات بالإضافة إلى شكوى واحدة من محافظة شمال سيناء، أما باقى الحالات لم تتوافر معلومات بشأنها.

وأوضح التقرير أن فترات الاختفاء تفاوتت بين الحالات المُبلغ عنها، إذ تراوحت مدد تغيب 67 حالة ما بين 6 إلى 8 أشهر، وعدد 14 حالة تراوحت مدة تغيبها من 4 إلى 5 أشهر، وهناك أيضا 6 حالات تغيبت أكثر من 10 أشهر، و6 حالات أخرى تغيبت شهرين.

ما أعلنه تقرير المجلس القومي لحقوق الإنسان عام 2016 أكدته منظمة العفو الدولية في تقرير لها عن حالة حقوق الإنسان في مصر، صدر عام 2020، أكدت فيه أن السلطات عرَّضت مئات المعتقلين، وبينهم سجناء رأي، للاختفاء القسري في أماكن لم يُفصح عنها.

ووثقت في تقريرها اعتقال النقابي والناشط السياسي أحمد عماشة، وهو النقيب السابق لنقابة الأطباء البيطريين بدمياط، وعضو ناشط في حركة كفاية المعارضة، الذي اختفى قسرياً لمدة 25 يوماً عقب القبض عليه في 17 يونيو 2020، قبل أن يمثل للتحقيق يوم 12 يوليو 2020، أمام نيابة أمن الدولة العليا، التي أمرت بحبسه على ذمة التحقيق بخصوص تهم تتعلق “بالإرهاب”.

قرر فريق عملنا خوض تجربة معايشة مع أشخاص تعرضوا من قبل للإخفاء القسري في محاولة لتوثيق حالات واضحة يمكن التأكد منها، إلا أنهم رفضوا التواصل مع وسائل إعلامية خوفًا من معاقبة الأجهزة الأمنية لهم مجددًا بالإخفاء أو التعرض لذويهم، وهو ما دفعنا للتواصل مع عدد كبير من المنظمات الحقوقية المحلية، والتي قادتنا لملف باسم “السرداب” أطلقته حملة “حقهم” وهي حملة إعلامية داعمة لأسر المعتقلين في مصر.

ملف “السرداب” أتاح لنا إمكانية التواصل مع أسر 18  شخصًا قيد الإخفاء القسري حاليًا لفترات مطولة، بدءًا من عامين وتصل إلى 5 أعوام، تمكنت بعض أسر المختفين من تتبع حركة تنقل ذويهم بين مقرات الأجهزة الأمنية من خلال المعتقلين حديثي الظهور بالنيابات والمحاكم الذين تمكنوا من تأكيد وجود أشخاص مختفين منذ فترات طويلة داخل مقرات التحقيق.

تركزت شهادات المعتقلين حديثي الظهور بالنيابات حول مشاهدة أشخاص يتم إخفاؤهم داخل مقرات أمنية تابعة للأمن الوطني ( بالعباسية في القاهرة، والشيخ زايد، والإسكندرية، والإسماعيلية) فضلًا عن مقر المخابرات الحربية بمدنية نصر بالقاهرة، وأخيرًا سجن العازولي بالإسماعيلية.

Made with Flourish

حالات الإخفاء القسري التي أعلنها المجلس القومي لحقوق الإنسان، وأكدتها منظمة العفو الدولية، واستطاع فريق عملنا من توثيق 18 حالة منهم، تعد انتهاكًا واضحًا لنص القانون والدستور المصري، فضلًا عن الاتفاقية الدولية لحماية جميع الأشخاص من الاختفاء القسري.

القضاء خارج دائرة الاستقلال

سيادة القانون أساس الحكم في الدولة، وتخضع الدولة للقانون، واستقلال القضاء، وحصانته، وحيدته، ضمانات أساسية لحماية الحقوق والحريات“.

التدخل في شؤون العدالة أو القضايا، جريمة لا تسقط بالتقادم، وأتصور أنه ليس هناك أخص مما يتعلق بشؤون القضاه من تولي رئاسة المحكمة الإدارية العليا أو مجلس الدولة..هذا القانون يمثل هدم لاستقرار القضاء، نحن ندافع عن سلطة قضائية .. يجب أن يشعر المحتكم إلى القضاء، أني لا أحكم بميل أو بهوى أو بالرجوع إلى سلطة، هذا القانون سيء السمعة وسوف يكون نقطة سوداء في جبين البرلمان المصري، ويُمثل اعتداء على استقلال السلطة القضائية

هكذا عبر المستشار سمير البهي، نائب رئيس نادي قضاة مجلس الدولة، ورئيسه السابق، عن موقف قضاة مجلس الدولة من قانون السلطة القضائية، خلال مداخلة هاتفية بقناة “دريم” الفضائية بتاريخ 27 أبريل 2017.
إذ صادق الرئيس عبدالفتاح السيسي، في 27  أبريل من العام 2017، على القانون رقم 13، المعروف بقانون ” السُلطة القضائية“، والذي أعطى الرئيس حق اختيار رؤساء الهيئات القضائية، وهو ما أثار غضب القضاة، إذ أعلن نادي القضاة رفض القانون، واعتبروه مخالفًا لأحكام الدستور، وانتهاك لاستقلال القضاء.
فيما هدد نادي قضاة مجلس الدولة بعدم إشراف القضاء على الانتخابات البرلمانية مستقبلًا، كما رفض مجلس القضاء الأعلى القرارات.

لم يكن هذا القانون فقط هو ما أثار السجال داخل أروقة القضاء حول استقلاليته، إذ تبعه الرئيس بالقانون رقم 77 لعام 2019، والمعني بتعديل قوانين إعادة تنظيم هيئة النيابة الإدارية وهيئة قضايا الدولة والسلطة القضائية ومجلس الدولة.
ونص القانون على تعديل طريقة اختيار رؤساء تلك الهيئات، حيث يُتيح القانون للرئيس تعيين رؤساء تلك الهيئات بالاختيار من أقدم 7 نواب لمدة 4 أعوام، كما يتيح القانون للرئيس تعيين النائب العام من بين ثلاثة مرشحين لمدة أربعة أعوام.

وعلى الرغم من مرور القوانين عامي 2017، 2019 إلا أن السجال حولهما عاد مجددًا بعد قيام الرئيس عبد الفتاح السيسي في فبراير 2022 بإحالة المستشار سعيد مرعي، رئيس المحكمة الدستورية إلى المعاش قبل بلوغه للسن القانوني بثلاث سنوات.
وقرر الرئيس تعيين المستشار بولس فهمي لرئاسة المحكمة، على الرغم من أحقية ثلاث قضاة آخرين بالمحكمة الدستورية في رئاستها وفقًا للأقدمية، وهم المستشارون محمد خيري طه، وعادل عمر شريف، ورجب عبد الحكيم سليم إذ يأتي ”بولس“ في الترتيب الرابع.
الأوضاع الراهنة داخل أروقة القضاء، وتزايد دور السلطة التنفيذية في شؤون القضاء، صاحبه تأخر ترتيب مصر في مؤشر العدالة العالمية لعام 2021، إذ احتلت مصر الترتيب رقم 136 من بين 139 دولة في احترام القانون ونزاهة القضاء.

Made with Flourish

إلا أن التصريحات الرسمية للرئيس والنائب العام الذي عينه قبل أكثر من عامين كانت تروج أن أداء مصر في استقلال القضاء متقدم، إذ قال المستشار حمادة الصاوي، النائب العام، في ديسمبر 2021 إن ترتيب مصر في نزاهة وطهارة القضاء واستقلاله من بيت الدول العشر الأولى في العالم.
بينما قال الرئيس السيسي في نوفمبر 2021 إن عدم التدخل في القضاء قاعدة ذهبية لا يستطيع أن يحيد عنها، وأنه لن يتدخل أبدًا في أحكام القضاء.

تكميم الأفواه المتسلسل

لكلِّ شخص حقُّ التمتُّع بحرِّية الرأي والتعبير، ويشمل هذا الحقُّ حرِّيته في اعتناق الآراء دون مضايقة، وفي التماس الأنباء والأفكار وتلقِّيها ونقلها إلى الآخرين، بأيَّة وسيلة ودونما اعتبار للحدود.

ربيع الشيخ .. عبد الناصر سلامة.. وآخرون

حلقات ضمن سلسلة أوامر اعتقال نفذتها الأجهزة الأمنية في مصر بحق صحفيين يعملون بمؤسسات إعلامية وصحفية داخل وخارج مصر، على خلفية تصريحاتهم وتقارير نشروها عن الأوضاع الاقتصادية والمعيشية في مصر، وانتقادات للأوضاع السياسية.
وهو ما سلطت عليه الضوء شبكة “مراسلون بلا حدود” في التقرير السنوي لحرية الصحافة 2021، إذ أكدت أن وضع حرية الصحافة أصبح مقلقًا بشكل متزايد في مصر، مع موجات متكررة من المداهمات والاعتقالات، حيث جاءت مصر في المركز 166 في حرية الصحافة من بين 180 دولة، متراجعة 8 مراكز عن عام 2013 حيث سجلت المركز 158 حينها.

Made with Flourish

وهو ما أكدته منظمة فريدوم هاوس “Freedom House”، في تقريرها السنوي عن الحريات حول العالم لعام 2021، إذ قالت أن مصر جاءت ضمن 54 دولة صُنفت كغير حرة، وأن انهيار الحرية في مصر مستمر للعام الثامن على التوالي، حيث عمل نظام عبد الفتاح السيسي على إسكات ما تبقى من الصحفيين المستقلين ونشطاء المجتمع المدني في البلاد، من خلال مضايقة الصحفيين المقيمين في مصر، وعائلات المعارضين الذين يعيشون في الخارج.
ما ذكرته منظمة ”فريدوم هاوس“ حول ملاحقة الصحفيين ونشطاء المجتمع المدني، دفع فريق عملنا للتحري حول الفئات التي تم ملاحقتها على خلفية ”حرية التعبير“، فوجدنا أن فئات مهنية متعددة تم ملاحقتها في هذا الصدد، كان أبرز تلك الحالات أواخر يونيو 2020، حيث حاصرت قوات وزارة الداخلية مبنى نقابة الأطباء وأجبرت أعضاء مجلسها على إلغاء مؤتمر صحفي لمعالجة مضايقات الحكومة للأطباء فيما يتعلق بفيروس كورونا. 
واعتقلت السلطات ما لا يقل عن 9 اختصاصيين في الرعاية الصحية طعنوا في الرواية الرسمية عن تفشي الفيروس أو انتقدوا نقص المعدات في عملهم.

تصريحات ليس لها ظل

اعتمد فريق عملنا في هذا التحقيق على تحليل رسائل أبرز 9 تصريحات أطلقها الرئيس والحكومة خلال عام 2021 حول حقوق الإنسان، واعتمدنا في التحري حول دقة تصريحات الحكومة على إحصائيات وبيانات من منظمات حكومية مصرية ومنظمات حقوقية دولية ومنظمات مستقلة لمراعاة النزاهة في زوايا التفنيد، فضلًا عن توثيق حالات إنسانية واضحة تجسد واقعًا مختلفًا عن ما تطرحه التصريحات والبيانات الحكومية التي لم يكن لها ظلًا واقعيًا أو حتى مستنديًا، وهو ما يدفعنا لتصنيف التصريحات الـ 9 للرئيس وحكومته ضمن التصريحات المضللة الأبرز خلال 2021. 

Welcome Back!

Login to your account below

Retrieve your password

Please enter your username or email address to reset your password.

أضف قائمة تشغيل جديدة

إشترك الآن ليصلكم جديد الأخبار

إشترك الآن في القائمة البريدية

إحصل علي جديد الأخبار