تتبع فريق "تفنيد" تصريحات رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، والتي أطلقها خلال لقائه مع برنامج "من مصر" المذاع على فضائية CBC، في 14 أغسطس 2023، وتبين أنها "غير دقيقة" وفق بيانات كل من المنظمة الدولية للهجرة، والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر، وتصريحات وزيرة التعاون الدولي المصرية.
عدد من اللاجئين في مصر
لماذا نتحقق من التصريح؟ لأن إعلان المسؤولين أو الجهات الرسمية معلومات أو بيانات لا يمكن تفسيرها على نحو منطقي، وتتعارض بشكل كبير مع الواقع ومع بيانات رسمية سابقة، يؤثر بشكل سلبي على ثقة الجمهور في السلطة وما يصدر عنها، ويزعزع الثقة في البيانات الرسمية بشكل عام، بما يؤثر بشكل سلبي على إيمان الجمهور بجوهر العملية الديمقراطية.
وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر، أنه حتى 31 يوليو 2023، تستضيف مصر 330 ألفًا و698 شخصًا من طالبي اللجوء المسجلين واللاجئين من أكثر من 55 دولة مختلفة، غالبيتهم من سوريا وتليها السودان وجنوب السودان وإريتريا وإثيوبيا.. وقسمتهم المفوضية على النحو التالي:

أما رقم 9 ملايين، فهو يخص جميع المهاجرين واللاجئين في مصر، وفق ما أعلنته المنظمة الدولية للهجرة، في 7 أغسطس 2022، إذ ذكرت المنظمة حينها "أن العدد الحالي للمهاجرين الدوليين المقيمين في مصر هو 9 ملايين و12 ألفًا و582 مهاجرًا من 133 دولة حول العالم".
وتشكل 4 جنسيات 80% من المهاجرين المقيمين في البلاد، وهم المهاجرون السودانيون بـ4 ملايين، و1.5 مليون سوري، ومليون يمني، ومليون مهاجر ليبي.
هل تدعم الجهات الدولية اللاجئين؟
أعلنت مفوضية شؤون اللاجئين في مصر عن تقديم منح تعليمية لأكثر من 56 ألف طالبًا من اللاجئين وطالبي اللجوء، في المدارس الحكومية والمجتمعية والخاصة، خلال العام الدراسي 2022 - 2023.
كما قدمت منحًا نقدية شهرية غير مشروطة للاجئين وطالبي لجوء من الفئات الأكثر ضعفا؛ لتوفير الحماية والمساعدة، وفي عام 2023 قررت المفوضية زیادة عدد الأسر التي حصلت على المساعدة النقدیة متعددة الأغراض إلى أكثر من 13 ألفًا و200 أسرة؛ للتخفيف من الآثار السلبية لارتفاع التضخم.
وحتى 19 يوليو 2023، حصلت المفوضية على دعم من الجهات الدولية المانحة، قُدر بـ39 مليونًا و961 ألفًا و348 دولارًا، بنسبة 26% من إجمالي المتطلبات المالية للمفوضية لعام 2023 والتي تقدر بـ151.4 مليون دولارًا.
وتضم الجهات المانحة العديد من الدول والمنظمات على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، وألمانيا، والاتحاد الأوروبي، وإيطاليا، وهولندا، واليابان، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، والصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ، وغيرها.
وفي 14 مارس 2023، أعلنت رانيا المشاط، وزيرة التعاون الدولي، عن برنامج تعزيز الاستجابة لتحديات الهجرة في مصر في إطار التعاون مع صندوق الطوارئ الأوروبي الخاص بإفريقيا، والذي يعمل من خلال منحة بقيمة 63 مليون يورو، ويستهدف المهاجرين واللاجـئين في مصر بالتعاون مع الجهات الوطنية مثل جهاز تنمية المشروعات الصغيرة والمجلس القومي للمرأة وجمعية الهلال الأحمر، وغيرها من الجهات وشركاء التنمية.
ما هو الفرق بين اللاجئ والمهاجر؟
اللاجئ:
وفقًا لاتفاقية 1951 بشأن اللاجـئين، يُعَرَّف اللاجئ على أنه كل شخص يوجد خارج دولة جنسيته بسبب تخوف مبرر من التعرض للاضطهاد لأسباب ترجع إلى عرقه أو دينه أو جنسيته أو انتمائه لعضوية فئة اجتماعية معينة أو آرائه السياسية، وأصبح بسبب ذلك التخوف يفتقر إلى القدرة على أن يستظل بحماية دولته، أو لم تعد لديه الرغبة في ذلك.
المهاجر:
تعرف الأمم المتحدة المهاجر بأنه شخص أقام في دولة أجنبية لأكثر من سنة بغض النظر عن الأسباب، سواء كانت طوعية أو كراهية، وبغض النظر عن الوسيلة المستخدمة للهجرة، سواء كانت نظامية أو غير نظامية.
وتعتبر المنظمة الدولية للهجرة أن المهاجر هو أي شخص يتحرك أو ينتقل عبر حدود دولية أو داخل دولة بعيدًا عن مكان إقامته المعتاد، بغض النظر عن الوضع القانوني للشخص وما إذا كانت الحركة طوعية أو غير طوعية، وأسباب الحركة ومدة الإقامة.