العراق واحد من أكثر البلدان التي تمتلك مياهًا جوفية، ولا يعاني من أي مشكلة في هذا الجانب، لذلك كانت الأراضي الصحراوية والتوسع فيها حلاً لمعالجة تقلص الخطط الزراعية الخاصة بالأراضي التي تروى سيحًا بشكل مباشر من مياه الأنهار.
المدعي : محمد الخزاعي . المتحدث باسم وزارة الزراعة العراقية (سياسي/مسؤول حكومي )
التصريح "غير دقيق"، فما يمتلكه العراق من مياه جوفية متجددة لا تضعه بين البلدان الأكثر امتلاكا للمياه الجوفية، وهو خارج تصنيف البلاد الأكثر امتلاكًا للمياه الجوفية المتجددة وفقًا لـ"statista". كما أن العراق يعاني مشاكل عدة في هذا الجانب، حيث إن الاستخدام الجائر وكثرة حفر الآبار بصورة عشوائية وغير رسمية والتي تمثل 80% من إجمالي الآبار المحفورة، أدى لاستنزاف المياه الجوفية بشكل كبير وزيادة مستوى أعماقها
تحرى فريق "تفنيد" حول تصريح المتحدث باسم وزارة الزراعة، لوكالة الأنباء العراقية الحكومية، في 18 أغسطس 2023، ووجد أنه "غير دقيق"، فبينما لا توجد لدى الحكومة العراقية إحصائية واضحة عن إجمالي المياه الجوفية، إلا أن الحجم المحدد للمياه الـجوفية المتجددة يبلغ 5 مليارات متر مكعب فقط، وهي كمية لا تضعه في مصاف الدول الأكثر امتلاكًا لها.
كما أن العراق لديه مشكلات كثيرة فيما يتعلق بالمياه الجوفية، ولا سيما خلال السنوات الـ3 الأخيرة، حيث أدى حفر الآبار بشكل عشوائي وغير رسمي إلى استنزاف المياه الجوفية وزيادة مستويات أعماق الحفر المطلوب للوصول إلى المياه، حيث تمثل الآبار غير الرسمية 80% من إجمالي الآبار المحفورة.لماذا نتحقق من التصريح؟ لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول شأن عام، يؤثر بشكل سلبي على شرائح الجمهور المرتبطة بهذا الشأن، سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو تنمويًا أو غيره من المجالات.
ويعد امتلاك العراق كميات كبيرة من المياه الجوفية، مسألة شائعة في أوساط متعددة ولا سيما الأوساط الإعلامية والشعبية، إلا أن العراق لا يمتلك رقمًا دقيقًا عن حجم ما يمتلكه من مياه جوفية، ولا سيما فيما يتعلق بالخزين الاستراتيجي الثابت، ولم يقم بقياسها، ولكنه يحدد كمية المياه الجوفية المتجددة، وهي الكمية غير الثابتة أي التي يمكن تعويضها من الأمطار.
وقال عون ذياب، وزير الموارد المائية، في تصريح سابق عندما كان مستشارًا لوزارة الموارد، إن العراق يمتلك خزينًا متجددًا من المياه الجوفية يمكن تعويضه من خلال سقوط الأمطار، حيث يبلغ 5 مليارات متر مكعب، متوفر في طبقات متعددة من الأراضي العراقية، أما حجم المياه الجوفية الإستراتيجي غير محدد بشكل دقيق في الوقت الحالي، ولا يمكن استخدامه إلا في حالات الطوارئ لعدم إمكانية تعويضه.
ووجد فريق "تفنيد" أن آخر أرقام إحصائية رسمية مذكورة عن المياه الجوفية في العراق، موجودة في الأطلس الإحصائي الزراعي لعام 2009، والصادر عن وزارة التخطيط العراقية، والذي يذكر أن مجموع الخزين المائي الجوفي المتجدد يبلغ 3.46 مليارات متر مكعب في السنة، والخزين الثابت القابل للاستثمار 2.9 مليار متر مكعب في السنة.
أما الخزين الاستثماري فيبلغ 6.4 مليارات متر مكعب في السنة وهو ما يمثل مجموع الخزينين المتجدد والثابت القابل للاستثمار، أو كمية المياه المحددة المسحوبة من المكمن دون الإضرار بخزينه الثابت.
أرقام وزارة التخطيط عن مؤشرات المياه الجوفية في العراق لعام 2009
ويشير تقرير وزارة التخطيط، إلى أن هذه المعلومات تشمل المياه الجوفية ذات الملوحة التي تقل عن 4 آلاف ملغم في اللتر، وما يزيد عن هذا المعدل غير صالح للاستخدام.
بيانات البنك الدولي عن نصيب الفرد من المياه الداخلية المتجددة
ولكن المياه العذبة الداخلية المتجددة، لا تعني المياه الجوفية، حيث تشير منظمة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة في معجم المصطلحات الإحصائية، إلى أن تعريف المياه الداخلية المتجددة هي المتوسط الطويل الأجل للجريان السنوي للأنهار وإعادة تغذية طبقات المياه الجوفية من الأمطار المحلية، ويمكن تلافي ازدواجية حساب موارد المياه السطحية والمياه الجوفية بخصم نسبة التداخل بينهما.
أرقام وزارة التخطيط عن مؤشرات المياه الجوفية في العراق لعام 2009
ويشير تقرير وزارة التخطيط، إلى أن هذه المعلومات تشمل المياه الجوفية ذات الملوحة التي تقل عن 4 آلاف ملغم في اللتر، وما يزيد عن هذا المعدل غير صالح للاستخدام.
بيانات مغلوطة عن ترتيب العراق والدول العربية بامتلاك المياه الجوفية:
لا تتوفر إحصاءات كاملة عن ترتيب الدول بما تمتلكه من خزين المياه الجوفية، إلا أن هناك تقارير في مواقع إلكترونية عربية وعراقية تضع العراق بالمرتبة الأولى في كمية المياه الجوفية مقارنة بباقي الدول العربية، وهو مؤشر يتسق مع القناعة المتداولة في العراق بهذا الشأن. وترتب هذه المواقع الدول العربية في امتلاك المياه الجوفية، العراق في المرتبة الأولى، وبعده المغرب، ثم الجزائر، وسوريا، والصومال، ولبنان، وتونس، والسودان، والسعودية، واليمن، نزولًا حتى الكويت في المرتبة الأخيرة والتي بلغ حجم ما تمتلكه من مياه جوفية "صفر"، بحسب هذه المواقع، والتي اتفقت وتشابهت في ترتيب الدول العربية. ولاحظ فريق "تفنيد" أن بعض هذه المواقع تذكر الأرقام وتحدد امتلاك العراق لـ35 مليار مترًا مكعبًا من المياه الجوفية، ما يجعله في المرتبة الأولى مقارنة بباقي الدول العربية، وبعده المغرب بـ29 مليار مترًا مكعبًا، بحسب البنك الدولي. وعند مراجعة بيانات البنك الدولي، وجدنا أن هذه الأرقام وبذات الترتيب المذكور للدول العربية، لكنها تتحدث عن نصيب الفرد من الموارد المائية العذبة الداخلية المتجددة، بالمليار متر مربع، وليس عن خزين المياه الجوفية.
بيانات البنك الدولي عن نصيب الفرد من المياه الداخلية المتجددة
ولكن المياه العذبة الداخلية المتجددة، لا تعني المياه الجوفية، حيث تشير منظمة الإسكوا التابعة للأمم المتحدة في معجم المصطلحات الإحصائية، إلى أن تعريف المياه الداخلية المتجددة هي المتوسط الطويل الأجل للجريان السنوي للأنهار وإعادة تغذية طبقات المياه الجوفية من الأمطار المحلية، ويمكن تلافي ازدواجية حساب موارد المياه السطحية والمياه الجوفية بخصم نسبة التداخل بينهما.
.png)