تفنيد - الادعاء بانخفاض الثروة الحيوانية بالعراق 20% خلال 10 سنوات "مشكوك فيه"

تحرى فريق "تفنيد" حول ما أورده رئيس لجنة الزراعة والمياه والأهوار في البرلمان العراقي، على صفحته في فيسبوك، في 5 نوفمبر 2023، ووجد أنه "مشكوك فيه"، فبينما يوجد رقم تقديري للثروة الحيوانية لعام 2023، إلا أنه لا يوجد مسح لعام 2013 لتتم مقارنة الاختلاف خلال 10 سنوات، ولكن كان آخر مسح للثروة الحيوانية بالعراق في 2008، وبالتحليل الرقمي ارتفعت الثروة الحيوانية بنسبة نحو 69% خلال 15 عاما.

لماذا نتحقق من التصريح؟ لأن إعلان المسؤولين أو الجهات الرسمية معلومات أو بيانات لا يمكن تفسيرها على نحو منطقي، وتتعارض بشكل كبير مع الواقع ومع بيانات رسمية سابقة، يؤثر بشكل سلبي على ثقة الجمهور في السلطة وما يصدر عنها، ويزعزع الثقة في البيانات الرسمية بشكل عام، بما يؤثر بشكل سلبي على إيمان الجمهور بجوهر العملية الديمقراطية.

انطلق فريق "تفنيد" في رحلة التحقق، من البحث عن آخر أرقام رسمية معلنة عن عدد رؤوس الثروة الحيوانية، ووجد أن دائرة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، ذكرت في أبريل 2023، أن عدد رؤوس الثروة الحيوانية في العراق بلغ 20 مليونًا و426 ألفًا و481 رأسًا.

عدد رؤوس الثروة الحيوانية حتى أبريل 2023 وبعدها بحثنا عن إحصائية لعدد رؤوس الثروة الحيـوانية في 2013، للمقارنة خلال 10 سنوات، إلا أننا لم نجد لا إحصاءات رسمية ولا تصريحات تحمل أعدادًا تقديرية، لا في 2013 ولا الأعوام القريبة منها مثل 2012 أو 2011 أو 2014 أو 2015. وكان أحدث ما وجدنا، هو مسح رسمي لعدد رؤوس الثروة الحيـوانية بالعراق في 2008، فبحسب الجهاز المركزي للإحصاء، بلغت 12 مليونًا و93 ألف رأسًا.

عدد الحيوانات وأنواعها في العراق بين عامي 1974 و2008 ووفقًا لذلك، فإن أعداد رؤوس الثروة الحيـوانية حاليا مقارنة بآخر إحصائية لعام 2008، تظهر أنها ارتفعت من 12 مليونًا و93 ألف رأسًا، إلى أكثر من 20 مليونًا و426 ألف رأسًا، ما يعني أنها ارتفعت بنحو 69% خلال 15 عاما. وفي مايو 2022، كان عباس سالم، مدير دائرة الثروة الحيوانية في وزارة الزراعة، قال إنه بحسب الإحصاءات الأخيرة وهي نسبية أي توقعية، هناك تزايد نسبي بحجم الثروة الحيـوانية في العراق من ناحية رؤوس الأبقار والأغنام بنحو 3%، أي بشكل تقريبي فإن مجمل الموجود يتراوح بين 13 و16 مليون رأسًا. وفي النهاية، وجد "تفنيد" الحكم ذاته على الادعاء، إذا ما كان المدعي يقصد معنى آخر لغويًا من تصريحه، حيث أشار إلى انخفاض الثروة الحيـوانية خلال العشرة سنوات الأخيرة لأكثر من 20%، وهي صياغة قد تحمل معنى انخفاضها بنسبة 80% وصولًا إلى الاستقرار عند 20%.