تفنيد - "الدولي للإحصاء" لم يذكر أن 91.3% من التونسيين ضد بقاء "سعيد" في السلطة

تتبع فريق "تفنيد" الادعاء الذي تداوله عدد من الصفحات التونسية يومي 1 و2 مارس 2025 على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، حول إحصائية منسوبة للمعهد الدولي للإحصاء تفيد بأن 91.3% من الشعب ضد بقاء قيس سعيد في السلطة، وتبيّن أنه "مضلّل"، وذلك بالعودة إلى موقع المعهد وصفحته الرسمية على فيسبوك.

لماذا نتحقق من الادعاء؟ لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول شأن عام، يؤثر بشكل سلبي على شرائح الجمهور المرتبطة بهذا الشأن سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو تنمويًا وغيره من المجالات.

ويظهر الادعاء على شكل فيديو يحتوي على صورة ثابتة للرئيس التونسي قيس سعيد، ويصاحبه موسيقى لنشرات الأخبار في تونس لإضفاء انطباع بأن الخبر عاجل ومهم. في البداية انطلق "تفنيد" في تتبع الادعاء بالبحث في الموقع الرسمي للمعهد الدولي للإحصاء، حيث تبيّن أن مقرّ المعهد الدولي للإحصاء لا يوجد بمدينة أمستردام مثلما ذكر الادعاء بل بمدينة لاهاي وفقًا لما هو مبيّن في موقع المعهد وعلى صفحته على فيسبوك وعلى موقع إكس. وعمّا إذا كان المعهد يقدّم إحصاءات حول أنظمة الحكم السياسي في دول العالم، لم نعثر بالبحث في منشورات المعهد ومن خلال محركات البحث على أي إحصائية مشابهة لما نصّ عليه الادعاء، وعند البحث في صفحة المعهد على فيسبوك، فإن آخر نشاط تظهر فيه تونس يتعلق باجتماع حول حوكمة البيانات نظمه المعهد الدولي للإحصاء ولجنة "إيرفينغ فيشر" لإحصاءات البنوك المركزية (IFC)، حول حوكمة البيانات في 22 نوفمبر 2019، واستضافه المعهد الوطني للإحصاء بتونس. وعلى حسب تعريف المعهد الموجود على موقعه، والذي تأسس سنة 1885 فإن هدفه الرئيسي هو "تعزيز الفهم وتطوير وتطبيق أفضل الممارسات في مجال الإحصاء على مستوى العالم من خلال توفير بيئة مشجعة على تعزيز المعرفة الإحصائية، وتعلم أفضل الممارسات، ومشاركة أحدث التطورات، وخلق الفرص للتواصل". ومن خلال تتبعنا لما نشره المعهد في الفترة بين 14 ديسمبر 2024 و16 يناير 2025 وإلى اليوم، فإن أغلب منشورات المعهد تتمحور حول ورش عمل ومحاضرات تناقش موضوعات ومحاور في علم الإحصاء والبيانات، بالإضافة إلى الإعلان المتكرر عن موعد المؤتمر العالمي للإحصاء 2025، الذي سيعقد في الفترة من 5 إلى 9 أكتوبر 2025 في لاهاي.

الخلاصة: الادعاء بأن المعهد الدولي للإحصاء بأمستردام نشر إحصائية تشير إلى أن 91.3% من التونسيين ضد بقاء قيس سعيد في السلطة "مضلل"، حيث تبيّن أن مقر المعهد في لاهاي وليس أمستردام، كما أنه لا ينشر إحصاءات حول أنظمة الحكم، ولم يسبق له أن نشر إحصاء مشابهة لبلد آخر، كما أن آخر موضوع يتعلق بتونس نشره المعهد يعود لسنة 2019.