جورجيا ميلوني: قيس سعيد هو فقط يخاطب شعبه، نحن ندفع له لإيقاف الهجرة لا غير، يعني حارس حدود لا أكثر. الترجمة النصية على الفيديو: والله أشوف أن الرئيس التونسي قيس سعيد تكلم بلهجة حازمة وكان يخاطب شعبه بالأساس، نعتقد أن علاقتنا مع دول شمال إفريقيا هي بس ندفع لهم لكي يوقفوا الهجرة غير الشرعية.
المدعي : مواقع التواصل الاجتماعي في تونس . (الجمهور )
الادعاء "مضلل"، حيث تم اقتطاع الحوار والتلاعب بالترجمة، فمن خلال العودة للفيديو وترجمته تبين أن "ميلوني" لم تقل أنه يتم دفع أموال للرئيس قيس سعيد أو للدول الأفريقية من أجل إيقاف الهجرة غير النظامية، بل قالت العكس، إنها لا تعتقد أن علاقتها مع تونس والدول الأفريقية مجرد دفع أموال لتلك الدول من أجل إيقاف الهجرة غير النظامية. وأوضحت في لقاء آخر أن العلاقة بين تونس والدول الأفريقية لا يجب أن تكون فقط من أجل دفع الأموال لوقف الهجرة بل يجب أن تكون مبنية على احترام وشراكة استراتيجية.
لماذا نتحقّق من الادّعاء؟ لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول أداء إحدى سلطات الدولة، سلبًا أو إيجابًا، يؤثر بشكل سلبي على وعي الجمهور وقدرته على محاسبة السلطة، ويؤثر بشكل سلبي على اختياراته.
وبالعودة إلى الفيديو الأصلي تبيّن أنه يعود لحديث رئيسة الوزراء الإيطالية، في 5 أكتوبر 2023، لوسائل الإعلام، على هامش انعقاد قمة الـCPE (المجموعة السياسية الأوروبية)، وبالتدقيق في الفيديو اتضح أنه تم اقتطاع جزء من المقابلة، إلى جانب التلاعب في الترجمة الحرفية للتصريح.
واكتشفنا من خلال ترجمتنا للمقطع الأصلي، الذي كان باللغة الإيطالية، أن ميلوني أجابت على سؤال الصحفي: "كيف تعلقين على كلمات الرئيس التونسي الذي رفض الأموال من الاتحاد الأوروبي؟" بقولها: "أعتقد أن الرئيس سعيد تحدث بنبرة حازمة، في المقام الأول إلى الرأي العام الخاص به، مع نبرة مختلفة. هو يقول شيئًا أفهمه وأحيانًا قلته أيضًا، وهو أننا لا يمكن أن نعتقد أن علاقتنا مع دول شمال أفريقيا كما يبدو في بعض الأحيان من خلال نقاشاتنا، لا سيما من جانبنا، هي مجرد دفع الأموال لتلك الدول لإيقاف الهجرة غير النظامية".
صورة من الفيديو الأصلي على يوتيوب
وبالبحث أكثر تبين أن هذا التصريح يتوافق مع حوار سابق أجرته ميلوني مع قناة "سكاي 24"، يوم 4 أبريل 2023، أي قبل فيديو الادعاء بيوم واحد، عندما تم سؤالها حول ذات الموضوع، وأجابت بأنه "يجب العمل مع هذه الدول باحترام، ويجب أن يتم ذلك على قدم المساواة، ويجب أن يتم مع نهج قائم على شراكة استراتيجية. أي أننا لا يمكننا أن نطلب من الدول الأفريقية، من تونس أو من الدول الأخرى، أن ندفع لهم لوقف الهجرة غير الشرعية، لأنهم هم أيضًا دول تواجه هذه المشكلة"، وعندما تم سؤالها عن تصريحات الرئيس قيس سعيد أجابت: "أعتقد أن الرئيس كان حازمًا، لكنه كان يتوجه بشكل أساسي إلى شعبه".
من الحوار التلفزيوني الذي أجرته ميلوني يوم 4 أكتوبر 2023
وجاء رد "ميلوني" تعليقا على ما قاله الرئيس التونسي قيس سعيد خلال لقائه بوزير الخارجية نبيل عمّار في 2 أكتوبر 2023، بأن تونس ترفض المساعدة المالية التي قرر الاتحاد الأوروبي منحها لبلاده في إطار اتفاق لمكافحة الهجرة غير النظامية، معتبرا أن هذه الأموال "الزهيدة" تكاد تكون "صدقة" وتتعارض مع الاتفاق الذي أبرمه الطرفان في يوليو الماضي.
الخلاصة: الادعاء بأن رئيسة الوزراء الإيطالية صرّحت بأن علاقتها بتونس ورئيسها تقتصر على دفع المال من أجل إيقاف الهجرة غير النظامية "مضلل"، حيث تم اقتطاع الحوار والتلاعب بالترجمة، فمن خلال العودة للفيديو وترجمته تبين أنها قالت العكس إنها لا تعتقد أن علاقتها مع تونس والدول الإفريقية مجرد دفع أموال لإيقاف الهجرة غير النظامية.
.png)