الادعاء مضلل
الأثر المحتمل: التأثير على الرأي العام ضد الحكومة
اليأس في أبهى صوره: 13 ألف جزائري استأجرهم قيس سعيد لتأييده في مسيرات الدعم
الخلاصة

الادعاء "مضلل"، حيث إن الفيديو "قديم"، منذ 11 أكتوبر 2025، وليس في مسيرات تأييد قيس سعيد.

فيديو الحافلات الجزائرية المتجهة لتونس للتظاهر دعمًا لقيس سعيد
المصدر: RT Arabic

تتبع فريق "تفنيد" الفيديو المتداول على صفحات تونسية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، يوم 16 ديسمبر2025، وتبين أنه "مضلل"، وذلك من خلال البحث العكسي عن الفيديو.

صورة من الفيديو المتداول

وجرى تداول مقطع الفيديو على نطاق واسع مرفقاً بتعليقات متباينة تزعم أن "عشرات الحافلات الجزائرية"، أو "مئات الجزائريين"، أو "50 حافلة"، أو حتى "13 ألف جزائريًا"، دخلوا إلى تونس من أجل "تأمين حضور زائف لمسيرة دعا إليها الرئيس قيس سعيّد يوم 17 ديسمبر في ظل عجزه عن استقطاب أنصاره"، أو أنه "استأجرهم للمشاركة في مسيرات الدعم"، و"الاحتفال مع أنصاره".

وذهب أحد التعليقات المرافقة للفيديو إلى الادعاء بأن "قيس سعيّد هو أول رئيس في التاريخ يستعير من جيرانه شعباً لتزيين مشهد تأييده المنكسر".

ويُظهر الفيديو الذي تمتد مدته إلى 35 ثانية، مشاهد مصوّرة بهاتف محمول من شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة تونس، مرفقة بصوت مواطن جزائري لم يُفصح عن هويته، وهو يتنقّل بين حافلات متوقفة في أماكن متفرقة، ويقول في بداية المقطع إن عددها "ألف حافلة"، معبّراً عن دهشته قبل أن يستدرك لاحقاً قائلاً: "أكثر من 50 حافلة مركونة هنا".

ولا يظهر مقطع الفيديو لون وأرقام اللوحات المعدنية للحافلات بوضوح، لكن تمكنا من التعرف على بعض الحافلات، بعضها يحمل اسم وكالة سفر ثبت بعد البحث أنها مسجلة في تونس، وأخرى جزائرية بلوحة خلفية صفراء، وهو اللون الرسمي للوحات في الجزائر، وأخرى من نوع Higer الصيني المتداول بكثرة في الجزائر.

وحاولنا من خلال البحث العكسي عن الفيديو الوصول إلى مصدره الأصلي، غير أن نتائج البحث قادت إلى العثور على المقطع نفسه منشورا على منصة «تيك توك» بتاريخ أقدم وهو 11 أكتوبر 2025، مرفقًا بتعليق من الناشر يتحدث فيه عن كثرة الحافلات الجزائرية، إضافة إلى إشارات عامة إلى وجود جزائريين وأفارقة وشيعة خلال فترة حكم الرئيس التونسي.

كما يشير تاريخ النشر، إلى جانب المشاهد الظاهرة في الفيديو، إلى أن المقطع صوّر قبل هذا التاريخ، وهو ما تدعمه مظاهر اللباس الصيفي التي يرتديها المواطنون في الشارع، بما لا يتوافق مع الفترة الزمنية المعلنة للنشر.

كما أوضح وزير الداخلية والجماعات المحلية والنقل الجزائري السعيد سعيود، يوم 16 ديسمبر 2025  أمام نواب المجلس الشعبي الوطني، خلال مناقشة مشروع قانون المرور، أنه تمت ملاحظة مرور أكثر من 5 آلاف حافلة من الجزائر إلى تونس في نوفمبر وديسمبر، خاصة وأن الجزائريون ليس من عادتهم التوافد بهذه الأرقام الكبيرة إلى تونس، مشيرا إلى أن نفس الملاحظة عبر عنها الأشقاء في تونس.

وكشف الوزير عن "طرق احتيالية ملتوية وغير قانونية مارستها العديد من الوكالات السياحية للحصول على منحة السفر المقدرة بـ750 يورو، حيث يتم نقل المسافرين من الجزائر إلى تونس بطريقة قانونية ويتم التأشير على جوازاتهم ويقضون بعض الأيام ليعاد إدخالهم إلى الجزائر عبر معابر غير محروسة".

يشار إلى أن شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة تونس شهد اليوم مسيرة شعبية داعمة للرئيس التونسي، دعت إليها أحزاب سياسية ونشطاء بمناسبة الذكرى الخامسة عشرة لعيد الثورة.

لماذا نتحقّق من الادّعاء؟

لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول أداء إحدى سلطات الدولة، سلبًا أو إيجابًا، يؤثر بشكل سلبي على وعي الجمهور وقدرته على محاسبة السلطة، ويؤثر بشكل سلبي على اختياراته.

المصادر

رابط الفيديو القديم
وكالة الأنباء التونسية
وكالة الأنباء الجزائرية..وزير الداخلية الجزائري

لن نشارك بريدك الإلكتروني مع أي جهات أخري. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة *

يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال الرسالة