الادعاء غير دقيق
الأثر المحتمل: التأثير على الرأي العام لصالح الحكومة
 تونس كان عندها احتياطي عملة أجنبية 80 يومًا وحتى أقل من 80 يومًا في 2019، ولا أحد خرج في الإعلام وقال إن البلاد مهددة بالإفلاس.
الخلاصة

البنك المركزي التونسي: احتياطي تونس من العملة الأجنبية بلغ "84 يوم توريد" عام 2018.

عضو بالحملة التفسيرية للرئيس التونسي يعلن أرقامًأ غير دقيقة عن احتياطي العملة الأجنبية في 2019
صورة أرشيفية

الاحتياطي النقدي لتونس عام 2019 بلغ "107 أيام توريد" وليس أقل من 80 يومًا

  تتبع فريق عمل "تفنيد" تصريحات قيس القروي، ووجد أنها "غير دقيقة" وذلك وفقا للبيانات والتقارير السنوية الصادرة عن البنك المركزي التونسي. إذ بالعودة إلى بيان البنك المركزي التونسي الصادر بتاريخ 27 ديسمبر 2019 والمتعلق بآخر التطورات على الصعيد الاقتصادي والنقدي والمالي، وجدنا أن احتياطي تونس من العملة الأجنبية بلغ ما يكافئ ( 18.9 مليار دينار ) وهو ما يكفي لـ ( 107 أيام توريد ) مقابل ( 84 يوم توريد ) عام 2018 بقيمة تكافئ ( 13.9 مليار دينار). وبمزيد من البحث وجدنا التقرير السنوي للبنك المركزي التونسي لسنة 2018 والذي أوضح أن رصيد تونس من العملة الأجنبية عام 2017 بلغ ما يكافئ ( 12.9 مليار دينار ) بما يكفي ( 93 يوم توريد ). احتياطي تونس من العملة الاجنبية سنة 2017 احتياطي تونس من العملة الاجنبية سنة 2017

احتياطي العملة الصعبة لتونس أثناء وبعد كورونا:

  وذكر بيان البنك المركزي التونسي الصادر بتاريخ 30 ديسمبر 2021 أن احتياطي البلاد التونسية من العملة الأجنبية يشهد استقرارًا نسبيًا حيث بلغ عام 2021 ما يكافئ ( 23.3 مليار دينار ) أي ما يكفي ( 136 يوم توريد ) مقابل ما يكافئ ( 23.1 مليار دينار ) عام 2020، زمن جائحة كورونا، بما يكفي ( 162 يوم توريد). أما بخصوص سنة 2022 وبحسب البيان الصادر عن مجلس إدارة البنك المركزي بتاريخ 30 ديسمبر 2022 فيظهر أن احتياطي تونس من العملة الأجنبية بلغ ما يكافئ ( 22.8 مليار دينار ) أي ما يكفي (101 يوم توريد ).    
لماذا نتحقق من الادعاء؟ ظهرت أهمية التحقق من الادعاء في ظل رفض المعارضين للرئيس قيس سعيد لسياساته الاقتصادية، وتحذرهم من إقبال تونس على مرحلة الإفلاس، وهو ما يتزامن مع ارتفاع عجز الميزان التجاري ليبلغ مستوى قياسي وتاريخي بحسب البيان الصادر عن اجتماع مجلس البنك المركزي التونسي بتاريخ 1 فبراير 2023؛ مما يهدد احتياطات تونس من العملة الأجنبية التي بلغت 97 يوم توريد بتاريخ 31 يناير 2023 حسب ذات البيان الذي جاء فيه أيضا أن وكالة التصنيف الدولية "موديز" قد قررت التخفيض من تصنيف تونس درجة واحدة من Caa1 إلى Caa2 مع آفاق سلبية.
بمزيد من البحث، اكتشف فريق عملنا أن الخطأ في تصريح "القروي" لم يقتصر على إعلانه نسبة خاطئة عن الاحتياطي النقدي لعام 2019، ولكن في سياق التصريح الذي ادعى فيه أنه لم يخرج أحد في ذلك الوقت في الإعلام وقال إن البلاد مهددة بالإفلاس. وبالبحث وجدنا تصريحًا لرئيس الحكومة التونسية آنذاك يوسف الشاهد، للقناة الوطنية الأولى، بتاريخ 22 أغسطس 2019، قدم فيه لمحة عن إنجازات حكومته التي استمرت لمدة ثلاث سنوات من أغسطس 2016 إلى أغسطس 2019 وقد اعتبر أنه ومنذ تسلمه رئاسة الحكومة في 2016 كانت البلاد تمر بأوضاع اقتصادية وأمنية واجتماعية صعبة نتيجة للهجمات الإرهابية التي تعرضت لها تونس. وأضاف رئيس الحكومة أن تونس في سنة 2016 كانت تواجه شبح الانهيار الاقتصادي والإفلاس ولكن منهج الحكومة في الإصلاح الجذري مكنها من إنقاذ الاقتصاد وعديد المؤشرات تؤكد ذلك على غرار تعافي قيمة الدينار وارتفاع مخزون البنك المركزي من العملة الأجنبية إضافة إلى انخفاض مديونية الدولة في سنة 2019 ولأول مرة منذ 2011 وبالتالي إيقاف النزيف الاقتصادي وإنقاذ البلاد من كابوس الإفلاس الاقتصادي. 
"بالعودة إلى بيانات وتقارير البنك المركزي التونسي تبين لنا أن أرقام قيس القروي "غير دقيقة" إذ بلغ احتياطي تونس من العملة الأجنبية عام 2019 ( 107 أيام توريد ) وليس أقل من 80 يومًا كما يدعي"

المصادر

التقرير السنوي 2018 ص209
بيان البنك المركزي 1 فبراير
بيان البنك المركزي 2019
بيان البنك المركزي 2021
بيان البنك المركزي 2022
تصريح قيس القروي
تصريح يوسف الشاهد

لن نشارك بريدك الإلكتروني مع أي جهات أخري. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة *

يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال الرسالة