الادعاء انتقائي
الأثر المحتمل: التأثير على الرأي العام لصالح الحكومة
باش نحكيو على زيت الزيتون خاضع للأسعار العالميّة، موش احنا نقرّروا الأسعار، ولكن الدولة ديما عودتنا في تدخّلها للعادات متاع التونسي، لأنّه ثاني ولا ثالث بلاد في العالم تنتج في الزيت موش ممكن ما تلقاش في السوق متاعها ولا شعبها يتحرم كلّيا، عالأقلّ في المناسبات والأعياد تتخصّص الكميّات هاذيا للمواطن البسيط. يقصد: لا تحدّد الدولة أسعار زيت الزيتون، بل يخضع للأسعار العالميّة. لكن تتدخّل الدولة عادة لتخفيض الأسعار حفاظا على العادات الغذائيّة للتونسيين، إذ ليس من المنطقي أن تكون تونس ثاني أو ثالث بلد منتج لزيت الزيتون في العالم ولا يتوفّر في أسواقها ويُحرم التونسيّون منه كليّا. وبتخفيض أسعار زيت الزيتون، تتخصّص على الأقل بعض الكميّات للمواطن البسيط لاستهلاكها في المناسبات والأعياد.
الخلاصة

الادعاء "انتقائي"، إذ بالعودة إلى البيانات الرسميّة للمجلس الدولي للزيتون، اكتشفنا أنّ بإنتاجها 180 ألف طنًا من زيت الزيتون، تمركزت تونس في المرتبة الخامسة عالميّا في قائمة البلدان الأكثر إنتاجا في الموسم 2022 - 2023. واحتلت إسبانيا المرتبة الأولى بإنتاج 780 ألف طنًا تليها تركيا بـ380 ألف طنًا، ثمّ اليونان ثالثا بـ350 ألف طنًا وإيطاليا رابعا بـ235 ألف طنًا. وكانت تونس احتلت المرتبة الثالثة عالميّا في 2021 - 2022 بإنتاجها 240 ألف طنًا، متقدمة بذلك عن 2020 - 2021 الذّي احتلت فيه المرتبة السابعة بإنتاجها 140 ألف طنًا. أمّا المرتبة الثانية، فقد أحرزتها تونس في 2019 - 2020 بإنتاجها 440 ألف طنًا. ولا زالت لا تتوفّر بعد بيانات رسميّة بشأن الترتيب العالمي للبلدان الأكثر إنتاجا لزيت الزيتون في 2023 - 2024.

تونس ليست ثاني أو ثالث دولة منتجة لزيت الزيتون في العالم
المصدر: Getty Images

تتبّع فريق "تفنيد" ادّعاء نائب رئيس الغرفة الوطنيّة لتعليب الزيوت الغذائيّة، بشأن ترتيب تونس العالمي فيما يتعلّق بإنتاج زيت الزيتون، والذّي أطلقهُ لدى حضوره في برنامج "ستوديو شمس" على إذاعة "شمس أف أم"، يوم 8 ديسمبر 2023، وتوصّل إلى أنّه "انتقائي"، وفقا لبيانات المجلس الدولي للزيتون.

لماذا نتحقّق من الادّعاء؟ لأن إعلان المسؤولين أو الجهات الرسمية معلومات أو بيانات بشكل انتقائي يظهر جانب واحد من القصة، ويغفل جوانب الضعف حول قضايا الشأن العام، يؤثر بشكل سلبي على وعي الجمهور وقدرته على محاسبة السلطة، ويؤثر بشكل سلبي على اختياراته.
وتمركزت تونس في المرتبة الخامسة عالميّا في قائمة البلدان الأكثر إنتاجا لزيت الزيتون في العالم خلال الموسم 2022 - 2023، بإنتاجها حوالي 180 ألف طنًا، والذّي يمثّل 6.6% من الإنتاج العالمي الذّي بلغ 2730 ألف طنًا وفق بيانات المجلس الدولي للزيتون.  وتتوافق بيانات المجلس الدولي للزيتون مع بيانات نقلها الديوان الوطني للزيت في تقرير رسميّ في يناير 2023 نقلا عن المرصد الوطني للفلاحة، تُفيد بتراجع إنتاج الزيتون إلى 900 ألف طن في 2022 - 2023، ممّا أدّى إلى توفير ما يقارب 180 ألف طنًا من زيت الزيتون، مقابل 1.2 مليون طنّ زيتون و240 ألف طنًا من الزيت في الموسم 2021 - 2022. وبمزيد البحث والتحرّي، اكتشفنا أنّ إسبانيا هي الأولى عالميّا في إنتاج زيت الزيتون في 2022 - 2023 بإنتاجها 780 ألف طنًا، تليها تركيا في المرتبة الثانية بـ380 ألف طنًا، ثمّ اليونان ثالثا بإنتاجها 350 ألف طنًا، وإيطاليا رابعا بـ235 ألف طنًا، وذلك وفق بيانات المجلس الدولي للزيتون.  وبالتدقيق في تلك البيانات، توصّلنا إلى أنّ تونس كانت قد أحرزت المرتبة الثالثة عالميّا في 2021 - 2022 بإنتاجها 240 ألف طنًا، مسجّلة بذلك تقدّما مقارنة بالموسم 2020 - 2021 والذّي أحرزت فيه المرتبة السابعة بإنتاجها 140 ألف طنًا، أمّا المرتبة الثانية فقد أحرزتها في 2019 - 2020 بإنتاجها 440 ألف طنًا من زيت الزيتون. ويستعرضُ "تفنيد" في الرسم البياني التالي ترتيب البلدان الأكثر إنتاجا لزيت الزيتون في العالم منذُ 2018، وذلك بالاستناد إلى  بيانات المجلس الدولي للزيتون:
Made with Flourish
وتتوفّر تصنيفاتٌ إحصائيّة أخرى تُصنّف تونس في المرتبة السابعة عالميّا بحجم إنتاج يساوي 876.8 ألف طنًا، غير أنّ هذه البيانات التّي تستندُ إليها لا تتوافقُ مع بيانات المصادر الرسميّة التّي ذكرناها سابقا سواء المحليّة أو الدوليّة. وفي حين تتوقّع تونس ارتفاع إنتاجها لزيت الزيتون 11% مقارنة بالموسم 2022 - 2023 ليبلغ 200 ألف طن، إلّا أنّه لا زالت لا تتوفّر بعد بيانات رسميّة بشأن الترتيب العالمي للبلدان الأكثر إنتاجا لزيت الزيتون في الموسم 2023 - 2024.

المصادر

World Population Review
الديوان الوطني للزيت
المجلس الدولي للزيتون
شمس أف أم

لن نشارك بريدك الإلكتروني مع أي جهات أخري. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة *

يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال الرسالة