الادعاء غير دقيق
الأثر المحتمل: التأثير على الرأي العام ضد الحكومة
لو كان اليوم نحسّنوا في الطاقة خاصّة البترول، معناها اليوم نستهلكوا بترول 90 ألف برميل يوميّا، واحنا ننتجوا في 37 ألف برميل يوميّا. لو كان نمشيو للمستوى إلّي كنّا نعملوا قبل في 160 ألف برميل. يقصد: لو تُحسّن تونس في إنتاجها للطاقة، خاصّة البترول. نحن اليوم نستهلك 90 ألف برميلًا يوميّا فيما نُنتج 37 ألف برميلًا. لو تعود تونس لمستوى إنتاجها في السابق الذّي كان يبلغ 160 ألف برميلًا يوميّا
الخلاصة

الادعاء "غير دقيق"، إذ بالعودة إلى نشرة الوضع الطاقي لشهر أكتوبر 2023، والصادرة من وزارة الصناعة، اكتشفنا أنّ إنتاج تونس من النفط الخام في العشرة الأشهر الأولى من سنة 2023 يُقدّر بـ33.7 ألف برميلًا يوميًا فقط، مقابل 35.3 ألف برميلًا يوميّا فقط في ذات الفترة من 2022، ولم يبلغ 37 ألفًا كما يقول المدعي وتذكر وزارة الطاقة أنّ الإنتاج شهد ذروته في سنة 1980 بمعدّل 117 ألف برميلًا يوميّا فقط ولم يصل إلى 160 ألفًا كما يقول المدعي

أرقام
المصدر: سبوتنيك

تتبّع فريق "تفنيد" ادّعاء الخبير الاقتصادي، فيما يتعلّق بتطوّر إنتاج النفط في تونس، والذّي أطلقهُ لدى حضوره في برنامج "شمس ماغ" على إذاعة "شمس أف أم"، يوم 11 ديسمبر 2023، وتوصّل إلى أنّه "غير دقيق"، وفقًا لنشرة الوضع الطاقي لشهر أكتوبر 2023 وبيانات وزارة الصناعة والمناجم والطاقة.

لماذا نتحقّق من الادّعاء؟ لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول أداء إحدى سلطات الدولة سلبًا أو إيجابًا، يؤثر بشكل سلبي على وعي الجمهور وقدرته على محاسبة السلطة، ويؤثر بشكل سلبي على اختياراته.
وقُدّر إنتاج تونس من النفط الخام في العشرة الأشهر الأولى من سنة 2023 بـ33.7 ألف برميلًا يوميّا، مقابل 35.3 ألف برميلًا في ذات الفترة من سنة 2022، و40.4 ألف برميلًا يوميّا في ذات الفترة من سنة 2021، أي أنّه سجّل تراجعا بنسبة 5% مقارنة بـ2022، وبـ16.5% مقارنة بـ2021، وفق نشرة الوضع الطاقي لشهر أكتوبر 2023، والصادرة من وزارة الصناعة والمناجم والطاقة، بتاريخ 7 ديسمبر 2023. تطوّر الإنتاج اليومي للنفط الخام في تونس بين 2021 و2023 تطوّر الإنتاج اليومي للنفط الخام في تونس بين 2021 و2023 وبمزيد البحث والتحرّي، اكتشفنا أنّ المعدّل اليومي لإنتاج تونس من النفط الخام بلغ 45.9 ألف برميلًا طيلة سنة 2016، ثمّ انخفض إلى 38.7 ألف برميلًا في 2017، ومنه إلى 38.2 ألف برميلًا في 2018، ثمّ ارتفع إلى 35.4 ألف برميلًا في 2019، قبل أن ينخفض مجدّدا إلى 32.9 ألف برميلًا في 2020، ثمّ ارتفع إلى 40.7 ألف برميلًا في 2021، لينخفض مجدّدا إلى 35.4 ألف برميلًا يوميّا طيلة 2022، وذلك وفق النشرات السنويّة للوضع الطاقي. واستنادا لما سبق، تبيّن أنّه خلافا لما صرّح به المدّعي، لم يسبق أن كان معدّل إنتاج النفط الخام في تونس 37 ألف برميلًا، على الأقلّ خلال السنوات السبع الماضية. ويستعرض "تفنيد" في الرسم البياني التالي تطوّر معدّل الإنتاج اليومي للنفط الخام في تونس بين 2016 و2023:  
Made with Flourish
وخلافا لتصريح المدّعي بأنّ إنتاج تونس للنفط بلغ 160 ألف برميلًا يوميّا في السابق، تفيد وزارة الصناعة والمناجم والطاقة بأنّ الإنتاج الوطني بلغ ذروته سنة 1980 بمعدّل إنتاج يوميّ 117 ألف برميلًا، وذلك في نبذة حول الاستكشاف والبحث وإنتاج المحروقات نُشرت على موقعها الرسمي. ولا يختلف ادّعاء وزارة الصناعة والمناجم والطاقة كثيرا مع بيانات ينشرها موقع "Worldometers" المتخصّص في متابعة الوضع الطاقي على الصعيد الدولي، حيث تُفيد بأنّ الإنتاج اليومي للنفط في تونس بلغ 110 آلاف برميل يوميّا في 1980، ثمّ ارتفع ليبلغ 118 ألف برميلًا يوميّا في 1981، ومنه إلى 120 ألف برميلًا يوميّا في السنوات 1982 و1983 و1984، وهو أعلى معدّل إنتاج شهدته تونس طيلة الفترة الممتدّة بين 1980 و2016. ويستعرضُ تفنيد تطوّر معدّل الإنتاج اليومي للنفط الخام في تونس طيلة الفترة الممتدّة بين 1980 و2016 استنادا إلى البيانات التّي ينشرها موقع "Worldometers":
Made with Flourish
وفيما يتعلّق باستهلاك تونس اليوميّ من النفط، فيتوافق تصريح المدّعي مع تصريح سابق لرشيد بن دالي، المدير العام للمحروقات في وزارة الصناعة والمناجم والطاقة، لوكالة تونس إفريقيا للأنباء بتاريخ 29 يونيو 2022، حيثُ أفاد فيه بأنّ استهلاك المواد البتروليّة يصل إلى 90 ألف برميلًا يوميّا.  

المصادر

Worldometers
شمس أف أم
وزارة الصناعة والمناجم والطاقة
وكالة تونس افريقيا للأنباء

لن نشارك بريدك الإلكتروني مع أي جهات أخري. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة *

يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال الرسالة