تغيير خارطة الاقتراض:
بمزيد البحث والتحري، اكتشفنا أنّ تونس مالت قليلا عن وجهتها في الاقتراض، حيثُ لم تُبرمج، في إطار دعمها لميزانيّتها، قروضا من صندوق النقد الدولي أو الاتّحاد الأوروبي أو فرنسا أو ألمانيا أو إيطاليا أو اليابان، وهي جهات مانحة اعتادت تونس أن تقترض منها في السنوات الأخيرة، حيثُ تُشير جدولة القروض المبرمجة التّي تضمّنها تقرير مشروع ميزانيّة الدولة لسنة 2023 إلى أنّ تونس برمجت لسنة 2023 قروضا بقيمة 1369 مليون دينارا من صندوق النقد الدولي؛ وبـ992 مليون دينارا من الاتّحاد الأوروبي؛ و698 مليون دينارا من الوكالة الفرنسيّة للتنمية؛ و695 مليون دينارا من ألمانيا؛ و313 مليون دينارا من اليابان.

موارد الاقتراض الخارجي التّي برمجتها تونس لدعم ميزانيّتها لسنة 2023
وفي المقابل، تُحيلنا آخر تحديثات الجدولة التّي تضمّنها تقرير مشروع ميزانيّة الدولة لسنة 2024، إلى أنّ تونس لم تتمكّن من التحصّل على أيّة موارد مبرمجة من صندوق النقد الدولي في ظلّ توقّف سلسلة المحادثات بين الطرفين بالرغم من التوصّل إلى اتّفاق على مستوى الخبراء، كما أنّها لم تتحصّل على أيّة قروض من الاتحاد الأوروبي وألمانيا، فيما تحصّلت فعليّا إلى ذلك الحين على 33 مليون دينارا من الوكالة الفرنسيّة للتنمية من أصل 698 مليون دينارا مبرمجة، بالإضافة إلى 268 مليون دينارا من اليابان من أصل 313 مليون دينارا مبرمجة.
وتُشير ذات الجدولة في تقرير مشروع ميزانيّة الدولة لسنة 2024 إلى أنّ تونس تحصلت على قروض بقيمة 170 مليون دينارا من إيطاليا، وهي قروض ربّما قد تمّت برمجتها في إطار "القروض الأخرى" التّي تبلغ 4772 مليون دينارا، والتّي لم تفصح وزارة الماليّة عن مصادرها بالتحديد في تقرير مشروع ميزانيّة الدولة لسنة 2023.
وارتفعت قيمة "القروض الأخرى" المبرمجة غير معلومة المصدر، إلى 10 آلاف و307 ملايين دينار في سنة 2024 وفق تقرير مشروع ميزانيّة الدولة، وهو ما يُحيلنا إلى أنّ تونس لم تجد فعليّا الجهات المانحة لتلك القروض ولم تتوصّل بعد إلى اتفاقات بشأنها، وبالتّالي يُمكن القول إنّها قروض غير مضمونة.

تحديث موارد الاقتراض الخارجي التّي برمجتها تونس لدعم ميزانيّتها لسنتي 2023 و2024
وفي هذا الصدد، اقترحت الحكومة التونسيّة مشروع قانون يتعلّق بالترخيص للبنك المركزي التونسي في منح تسهيلات ماليّة بقيمة 7000 مليون دينارا لفائدة الدولة، كخطوة استثنائيّة، في ظلّ صعوبة تعبئة موارد ماليّة خارجيّة لا سيما وأنّ هناك محادثات مع مموّلين قد لا تفضي إلى نتيجة، وفق ما أكدّته وزيرة الماليّة التونسيّة في جلسة استماع نظّمتها لجنة الماليّة والميزانيّة في مجلس نوّاب الشعب يوم 31 يناير 2024.
ويُشار إلى أنّه بالإضافة إلى موارد الاقتراض الخارجي، برمجت تونس موارد اقتراض داخليّ بقيمة 11 ألفا و743 مليون دينارا لسنة 2024، مقارنة بـ11 ألفا و368 مليون دينارا لسنة 2023.