تتبع فريق "تفنيد" تصريحات رئيس الوزراء المصري، عن عدد شركات خدمات التعهيد، وحجم الآثار في مصر، والتي أطلقها خلال المؤتمر الصحفي الأسبوعي، يوم 13 فبراير 2025، ووجد أنها "متضاربة وغير صحيحة" وفقًا لتقرير مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ووزارة السياحة والآثار، وتصريحات مسؤولين متخصصين في الآثار.
لماذا نتحقق من التصريح؟ لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول أداء إحدى سلطات الدولة، سلبًا أو إيجابًا، يؤثر بشكل سلبي على وعي الجمهور وقدرته على محاسبة السلطة، ويؤثر بشكل سلبي على اختياراته.
وارتفع عدد الشركات العاملة في مجال خدمات التعهيد ليسجل 185 شركة في عام 2022 ــ 2023، مقابل 148 شركة في عام 2020 ــ 2021، وفقًا لاستعراض رئيس مجلس الوزراء تقريرًا حول "صناعة التعهيد في مصر"، والذي أعدَّه الدكتور أسامة الجوهري، مساعد رئيس الوزراء، رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، في 9 يوليو 2024.

تقرير مركز معلومات مجلس الوزراء عن شركات التعهيد
ويعرف موقع هارفارد بيزنس، التعهيد أو out sourcing، بأنه اتفاق بين طرفين يقوم بموجبه الطرف الثاني بتقديم خدمات أو تصنيع منتجات لصالح الطرف الأول، وهو من الاستراتيجيات التي تلجأ إليها بعض الشركات منذ 1989 لتخفض التكاليف أو الوقت أو المخاطر أو تحسين الجودة، وإدارة الموارد بالشكل الأمثل.
وعن الادعاء بوجود ثلث آثار العالم في مصر وجدنا أنه "غير صحيح"، كما أن التصريح ليس الأول من نوعه، بل يواصل المسؤولون إطلاقه باستمرار، رغم عدم وجود أي توثيق لذلك سواء في البيانات الرسمية المحلية أو الدولية، فضلًا عن عدم وجود وسيلة قياس للآثار الموجودة في العالم، بحسب تصريحات مسؤولين مصريين متخصصين في الآثار.
ففي 22 فبراير 2021، أكد الدكتور زاهي حواس، وزير الآثار الأسبق وعالم المصريات، أن مصر لا يوجد بها ثُلث آثار العالم، ولكنها تمتلك أهم آثار العالم، موضحًا أن هناك بلادًا كثيرة فيها آثار أكثر من مصر، وذلك خلال مُداخلة ببرنامج "هذا الصباح"، المذاع على قناة "extra news".
وأكد في 30 أكتوبر 2018، أن مدينة الأقصر لا تحتوي ثُلث آثار العالم كما هو شائع، ولكن بها أهم آثار العالم على الإطلاق، مضيفًا أن الصين بها آثار أكثر من مصر 10 مرات، بينما تبقى الأهمية في قيمة آثار مصر واكتشافاتها التاريخية، وذلك خلال حواره ببرنامج "الحياة اليوم"، على قناة "الحياة".
فيما أكد الدُكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار السابق، يوم 1 سبتمبر 2014، أن امتلاك مصر ثلث آثار العالم معلومة خاطئة، موضحًا أنه لم يستطع أحد قياس كم الآثار الموجودة بالعالم، نظرًا لامتلاك عدد كبير من الدول للآثار.
وأكدت وزارة السياحة والآثار في 18 أبريل 2024، أن مصر بها 7 مواقع مُسجلة على قائمة التُراث العالمي، منها 6 مواقع أثرية، وهو ما ذكرته أيضًا في 25 يناير 2020، وذلك عبر بيانٍ على صفحتها الرسمية في "فيسبوك".
وبالرجوع إلى منظمة التُراث العالمي "اليونسكو"، أكدت البيانات الخاصة بمصر ما ذكرته وزارة الآثار من امتلاك مصر 7 مواقع أثرية فقط.
وبحسب الموقع الألماني "Statista" والمختص بالإحصاءات العالمية، فإن إيطاليا تأتي في المرتبة الأولى كأكثر الدول التي تمتلك مواقع أثرية والمسجلة في قائمة التراث العالمية بـ60 موقعًا، تليها الصين في المركز الثاني بـ56 موقعًا، وألمانيا في المركز الثالث بـ54 موقعًا، وفرنسا رابعًا بـ53 موقعًا، وإسبانيا خامسًا بـ50 موقعًا، والهند سادسًا بـ43 موقعًا، والمكسيك سابعًا بـ35 موقعًا، والمملكة المُتحدة البريطانية ثامنًا بـ35 موقعًا، وروسيا تاسعًا بـ32 موقعًا، وإيران في المركز العاشر بـ28 موقعًا أثريًا.
بيانات Statista عن حجم الآثار في العالم
الخلاصة: الادعاء "متضارب" إذ ارتفع عدد الشركات العاملة في مجال خدمات التعهيد لتسجل نحو 185 شركة في عام 2022 ــ 2023، مقابل 148 شركة في عام 2021 ــ 2020، كما أن مصر لا تضم ثلث آثار العالم، وفقًا لبيانات مُنظمة اليونسكو العالمية، وتأكيدات مسؤولين مصريين مُتخصصين في الآثار.