الادعاء مضلل
الأثر المحتمل: إِثارة الاضطرابات الاجتماعية/السياسية
فيديو لحريق واسع، ومعه تعليق: "هذا ما يحدث لغابات زيتوننا في العامرة وغيرها على يد المهاجرين الأفارقة، جرّاء السياسات الإجرامية لقيس سعيد واتفاقيات العار مع أوروبا".  
الخلاصة

الادعاء "مضلل"، حيث يعود الفيديو لحريق في جنوب السودان يوم 8 مارس 2025، وليس لغابات الزيتون في العامرة بتونس.

فيديو حرائق غابات الزيتون ليس في تونس بل في جنوب السودان
المصدر: ألترا تونس
تتبع فريق "تفنيد" الفيديو المتداول، لحرائق غابات الزيتون يوم الثلاثاء 25 مارس 2025، على صفحات تونسية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتبين أنه "مضلل"، وذلك بالبحث العكسي عن الفيديو.
لماذا نتحقّق من الادّعاء؟ لأن إعلان بيانات أو معلومات خاطئة حول شأن عام، يؤثر بشكل سلبي على شرائح الجمهور المرتبطة بهذا الشأن، سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا أو اجتماعيًا أو تنمويًا وغيره من المجالات.
ويظهر الفيديو المتداول حريقًا يلتهم مجموعة من الأكواخ ويتصاعد الدخان بكثافة وسط تجمهر مواطنين من ذوي البشرة السمراء يشاهدون الحريق، فيما يحاول بعضهم إنقاذ محتويات أكواخهم من التقدم المتسارع للنيران، ويكشف المكان الذي يندلع فيه الحريق عن عدد من الأشجار التي تظهر وراء المساكن، مع عنوان مصاحب: "هذا ما يحدث لغابات زيتوننا في العامرة وغيرها على يد المهاجرين الأفارقة جرّاء السياسات الإجرامية لقيس سعيد واتفاقيات العار مع أوروبا". وللتحقق من صحة الفيديو استخدمنا تقنية البحث العكسي، والذي أوصلنا إلى ذات الفيديو حيث نشر على يوتيوب يوم 13 مارس 2025، لكن دون عنوان أو تعليق، وبتتبع العلامة المائية التي تظهر مع الفيديو وصلنا إلى صاحب الحساب الذي نشر الفيديو الأصلي في منصة تيك توك يوم 8 مارس 2025.   الفيديو الأصلي على تيك توك الفيديو الأصلي على تيك توك
  وبتتبع هوية ناشر الفيديو، عثرنا على صفحته على فيسبوك، والتي تحمل صوره، وتبيّن أنه من مدينة جوبا عاصمة جمهورية جنوب السودان.   هوية ناشر الفيديو هوية ناشر الفيديو   ونشر هذا الأخير مقطعين عن الحريق، الأول هو الفيديو المتداول ومدته 8 ثوان، ثم ذات الفيديو ولكن يتواصل لمدة دقيقة و6 ثوان، وينقل مشاهد إضافية عن الحريق كما يكشف بصورة خاطفة عن السيارة التي يجلس فيها مصور الفيديو ومرافقه، مع تركيب مقطع صوتي  لواعظ ديني باللغة الإنجليزية. وللتأكد من قصة الفيديو تنقلنا بين التعليقات التي كان من بينها تونسيون يطلبون الحماية لتونس ويعبرون عن خوفهم، ويطلبون تدخل الجيش، بالإضافة إلى تعليقات أخرى تنفي أن يكون الحريق في تونس، فيما يتساءل عدد من المعلقين عن مكان الحريق، وتتنوع الردود بين موريتانيا وكينيا وموزمبيق والسودان، إلى أن عثرنا على ردّ من ناشر الفيديو على أحد التعليقات بخصوص مكان الحادث وكانت إجابته "paloch payam"، أي منطقة "فيام فلوج".   تعليق صاحب الفيديو على مكان الحريق تعليق صاحب الفيديو على مكان الحريق   ومنطقة "فلوج" تقع ضمن مقاطعة ملوط وهي منطقة إدارية تابعة لولاية أعالي النيل في جنوب السودان. وبالبحث في أصل الحادث، عثرنا على تقرير صحفي من موقع راديو "تمازج" الذي يقدم خدمة إخبارية إذاعية تركز على السودان وجنوب السودان والمناطق الحدودية المهمشة بين الدولتين، ويشير التقرير الذي نُشر بتاريخ 9 مارس 2025 إلى اندلاع حريق هائل يوم السبت 8 مارس، بمنطقة فلوج بمقاطعة ملوط بولاية أعالي النيل بجنوب السودان، أدى إلى خسائر كبيرة في ممتلكات المواطنين. وأوضح المدير الإداري لـ"فيام فلوج" يوحنا منجباي في تصريح للراديو، أن الحريق اندلع في سوق الجو المحاذي للمنطقة السكنية. وبالبحث أكثر عثرنا على فيديو آخر للحريق منشور يوم 9 مارس 2025، بعنوان باللغة الإنجليزية: "في مارس 2025، نشر سكان فلوج في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان صورًا وفيديوهات لحريق، سببُه ما زال غير معروف". ويظهر في الفيديو ذات الأكواخ وهي محاصرة بالنيران، كما يظهر في فيديو آخر منشور يوم 8 مارس 2025 ذات الحريق وتفاصيل المكان في منطقة "فلوج" من زاوية أخرى.
الخلاصة: الفيديو المتداول لحريق في غابات الزيتون في مدينة العامرة التونسية "مضلل"، حيث تبين من خلال البحث العكسي أن الفيديو يعود لحريق في جنوب السودان وقع يوم 8 مارس 2025، وليس في غابات الزيتون بتونس.

المصادر

الفيديو الأصلي
الفيديو على يوتيوب
حساب ناشر الفيديو على فيسبوك
راديو "تمازج"
فيديو آخر للحريق على فايسبوك
فيديو للحريق من زاوية أخرى

لن نشارك بريدك الإلكتروني مع أي جهات أخري. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة *

يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال الرسالة