الادعاء مضلل
الأثر المحتمل: التأثير على الرأي العام لصالح الحكومة
فيديو اليوم.. قارب جديد يعود بـ240 أفريقي إلى ميناء صفاقس حرقو (حاولوا اجتياز الحدود بطريقة غير نظامية) من سواحل ليبيا .. شكرا للعساس (للحارس) قيس سعيد الخائن.  
الخلاصة

الادعاء "مضلل"، وبالبحث العكسي عن الفيديو تبيّن أنه "قديم" ويعود ليوم 3 أغسطس 2023، ويوثق إحباط وحدات الحرس البحري التونسي لعملية هجرة غير نظامية في السواحل التونسية، وهي ذات الوقائع التي يؤكدها تقرير صحفي صدر في نفس اليوم.

فيديو إحباط هجرة غير نظامية وإعادة مهاجرين
المصدر: العربي الجديد
تتبع فريق "تفنيد" الفيديو المتداول، لقارب يعود بـ240 أفريقيًا إلى ميناء صفاقس حاولوا اجتياز الحدود بطريقة غير نظامية من سواحل ليبيا، يوم 14 أبريل 2025، على صفحات تونسية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وتبين من خلال البحث العكسي عن الفيديو أنه "مضلل" وقديم.
لماذا نتحقّق من الادّعاء؟ لأن الشائعات التي يتم تداولها بين الجمهور أو وسائل الإعلام حول المسؤولين أو القرارات الحكومية تؤثر بشكل سلبي على هؤلاء المسؤولين وقدرتهم على الإنجاز، وكذلك تؤثر في خطط قطاعات واسعة من الجمهور التي ترتبط مصالحها بتلك القضايا.
ويُظهر الفيديو المتداول، الذي صُوّر من سطح منزل مطلّ على الشاطئ، مشاهد مهزوزة وذات جودة منخفضة تم تكبيرها بواسطة كاميرا هاتف، وتوثق اللقطات قطعة بحرية تابعة للحرس البحري التونسي، وهي تقلّ عددًا من الأشخاص، تتبعها قطعتان إضافيتان، وفي مرحلة لاحقة من التسجيل يظهر أيضًا زورق سريع تابع للوحدات ذاتها. ومن خلال تقنية البحث العكسي، تبيّن أن ذات الفيديو تم تداوله منذ 19 مارس 2025 بعنوان: "مراكب الحرس البحري تعيد عشرات المهاجرين الأفارقة إلى تونس".
  صورة من فيديو الادعاء تم تداوله أيضا خلال مارس الماضي صورة من فيديو الادعاء تم تداوله أيضا خلال مارس الماضي   وجاء سياق تداول الفيديو حينها إبّان العملية التي أنجزها الحرس البحري التونسي في 17 مارس 2025، وتمكن خلالها من نجدة وإنقاذ 612 مهاجرًا غير نظامي من بلدان إفريقيا جنوب الصّحراء، كما انتشل 18 جثّة، وأحدثت الفيديوهات الملتقطة حينها الكثير من الجدل، ونُشرت بعناوين مثل:"تونس ليست أرض توطين.. ولسنا بحرّاس حدود".     جدل أحاط بعملية إنقاذ 612 مهاجرا وإعادتهم للسواحل التونسية جدل أحاط بعملية إنقاذ 612 مهاجرا وإعادتهم للسواحل التونسية   ورغم كثرة فيديوهات الحرس البحري التونسي، فإننا لم نتمكن في البداية من العثور على أصل الفيديو المتداول، فتوجهنا للبحث في صفحات المدن الساحلية، إلى أن عثرنا على الفيديو الأصلي الذي نُشر بتاريخ 3 أغسطس 2023، في صفحة تحمل اسم "ملولش الآن"، وملولش هي منطقة بلدية تقع على  الساحل الجنوبي الشرقي لمحافظة المهدية الساحلية. ونشرت الصفحة مع الفيديو خبرا يتعلق بإنقاذ وحدات الحرس البحري لأكثر من 150 مهاجرا غير نظامي من جنسيات تونسية ومن جنوب الصحراء على بعد عدة أميال من سواحل الجهة، وأضافت الصفحة أن المهاجرين رفضوا الأمر وقاموا بتهديد الطاقم البحري وحاولوا الاعتداء عليه باستعمال آلات حادة وفق ما أوردته الصفحة، والتي أكدت أنه "تمت السيطرة على المجموعة بوصول تعزيزات من الحرس البحري وتم إدخالهم إلى ميناء المهدية ومباشرة قضية عدلية بعد التنسيق مع النيابة العمومية".   الفيديو الأصلي تم نشره بتاريخ 3 أغسطس 2023 الفيديو الأصلي تم نشره بتاريخ 3 أغسطس 2023   وبمقارنة ما أوردته صفحة "ملولش الآن" مع ما تم نشره في الصحافة الوطنية، وجدنا أن أغلب التفاصيل وردت في تقارير صحفية، وخاصة الخبر الذي نشرته جريدة "الشروق" يوم 3 أغسطس 2023 بعنوان: "سواحل المهدية: نجدة وإنقاذ 150 حارقا هدّدوا الطاقم البحري بآلات حادة". وتصاعدت أزمة المهاجرين "الأفارقة" في تونس بشكل ملحوظ منذ أوائل سنة 2023، خصوصًا بعد تصريحات للرئيس التونسي قيس سعيّد في فبراير 2023، قال فيها إن "الهجرة غير النظامية من دول أفريقيا جنوب الصحراء تهدف إلى تغيير التركيبة الديمغرافية لتونس"، وشن الأمن التونسي منذ بداية أبريل 2025 حملات على مخيمات مهاجرين غير نظاميين في مدينة العامرة التي تشهد تجمعا كبيرا للمهاجرين من أفارقة جنوب الصحراء.
الخلاصة: الادعاء بأن فيديو إعادة قارب لـ240 مهاجرا غير نظامي إلى ميناء صفاقس بعد محاولتهم اجتياز الحدود هو فيديو جديد "مضلل"، إذ يعود إلى شهر أغسطس 2023، ويوثق إنقاذ وحدات الحرس البحري التونسي لأكثر من 150 مهاجرا غير نظامي من جنسيات تونسية ومن جنوب الصحراء، وإعادتهم إلى سواحل المهدية التونسية.

المصادر

الجزيرة تونس.. تواصل عمليات إزالة مخيمات المهاجرين
الجزيرة.. تصريحات قيس سعيد
الفيديو الأصلي
تداول الفيديو في 19 مارس 2025
جريدة الشروق
راديو قفصة
صفحة بلدية ملولش
فيديو لإنقاذ مهاجرين في 17 مارس 2025

لن نشارك بريدك الإلكتروني مع أي جهات أخري. تم وضع علامة على الحقول المطلوبة *

يرجى إدخال الاسم الكامل
يرجى إدخال بريد إلكتروني صالح
يرجى إدخال الرسالة