الحرس البحري التونسي يعترض قارب على متنه مجموعة من الحراقة (مهاجرين غير نظاميين) ذاهبين إلى إيطاليا.
المدعي : مواقع التواصل الاجتماعي في تونس . (الجمهور )
الادعاء "مضلل"، والبحث العكسي عن الفيديو أظهر أنه "قديم"، وتداولته منصات تونسية يوم 2 أغسطس 2024.
لماذا نتحقّق من الادّعاء؟ لأن الشائعات التي يتم تداولها بين الجمهور أو وسائل الإعلام حول المسؤولين أو القرارات الحكومية تؤثر بشكل سلبي على هؤلاء المسؤولين وقدرتهم على الإنجاز، وكذلك تؤثر في خطط قطاعات واسعة من الجمهور التي ترتبط مصالحها بتلك القضايا.
ويُظهر الفيديو المتداول، الذي صُور في عرض البحر، ومدته 40 ثانية، اقتراب زورق لدورية من الحرس البحري التونسي بأضوائه الوامضة التحذيرية، وسط توسلات الراكبين باللهجة التونسية وهم يقولون: "ماذا ستستفيدون من إرجاعنا" و"لا نريد العودة لتونس.. هل تريدون أن نظل فيها رغما عنا"، ثم يظهر بوضوح زورق الحرس البحري التونسي وأفراده الذين يبدون أنهم سألوا في البداية عن "الريس" وهو قائد الرحلة، فيما ينكر الراكبون في إجاباتهم وجوده مؤكدين أن رحلتهم بلا قائد.
ومن خلال تقنية البحث العكسي، تبيّن أن ذات الفيديو تم تداوله منذ 19 و20 مارس 2025 بنفس العنوان.
صورة من فيديو الادعاء تم تداوله أيضا خلال مارس الماضي
وجاء سياق تداول الفيديو حينها إبّان العملية التي أنجزها الحرس البحري التونسي في 17 مارس 2025، وتمكن خلالها من نجدة وإنقاذ 612 مهاجرًا غير نظامي من بلدان إفريقيا جنوب الصّحراء، كما انتشل 18 جثّة، وأحدثت الفيديوهات التي وقع تداولها حينها جدلا واتهامات للسلطات التونسية بأنها تحرس حدود أوروبا.
جدل أحاط بعملية إنقاذ 612 مهاجرا وإعادتهم للسواحل التونسية
وبمواصلة البحث عثرنا على نفس الفيديو بتاريخ أقدم تداولته منصات تونسية، في 2 أغسطس 2024، أي من قرابة 8 شهور، وحمل عنوان: "الحرس البحري التونسي يطارد "حراقة" في البحر ويمنعهم من الهجرة نحو أوروبا"، ويظهر الفيديو مشاهد في البداية حذفت من الفيديو الأصلي يتحدث فيها المهاجرون عند رؤيتهم لزورق الحرس البحري.
مشهد من الفيديو المتداول على منصات تونسية سنة 2024
وعلى غرار هذا الفيديو الذي تم تداوله يوم 29 أبريل 2025 ويعود لسنة 2023 مثلما يكشف هذا التحقق لتفنيد، مازالت عديد الصفحات تعيد تداول فيديوات قديمة في إطار انتقادها المتواصل لسياسة السلطات التونسية في معالجة أزمة المهاجرين غير النظاميين القادمين خاصة من إفريقيا جنوب الصحراء ويتطلعون إلى الهجرة نحو أوروبا انطلاقا من تونس.
الخلاصة: الادعاء بأن الحرس البحري التونسي اعترض قاربا على متنه مهاجرين تونسيين غير نظاميين "مضلل"، إذ يعود الفيديو المتداول إلى أغسطس 2024، كما تم تداوله في 19 و20 مارس 2025.
.png)